هل اقتبس خالد خليفة روايته الأخيرة من لينا هويان الحسن؟


*راشد عيسى


باريس-  تشهد صفحات الفيسبوك السوري هذه الأيام جدلاً حول رواية خالد خليفة الصادرة حديثاً بعنوان «الموت عمل شاق»، بعد ما كتبت الروائية لينا هويان الحسن تنويهاً أشارت فيه إلى التشابه بين رواية خليفة ومقالة نشرتْها الكاتبة تتحدث فيها عن تجربتها الشخصية في دفن أخ لها قضى بعد اندلاع الثورة في سوريا.

وفي وقت تؤكد الروائية «التشابه المبين والجلي والواضح بين الفكرة العامة لروايته «الموت عمل شاق»، والمقالة المذكورة»، تحرص أن لا تصل إلى الاتهام بالسطو على فكرتها، حيث تقول «لا أقصد اتهام الزميل والروائي خالد خليفة باختلاس فكرة مقالتي «رحلة الشفروليه نحو دروب الأحزان» المنشورة بتاريخ 20 يونيو/ حزيران 2014 في صحيفة «الحياة»، والتي كانت بذرة لروايتي «الذئاب لا تنسى»، لكن يحق لي التساؤل عن هذا التشابه».
خليفة بدوره لم ينف التشابه، وجلّ ما جادل فيه أنه لم يطّلع على فكرة الكاتبة ولا على المقال، حيث أوضح أنه كان بصدد إنهاء مسوّدة روايته في ذلك التاريخ، وكان قد أطلع عليها بعض الأصدقاء. 
وفي جدل مباشر مع الكاتب أوضحت الحسن وجه التشابه بالقول «فكرة الرحلة لدفن شقيقي وعبور الحواجز»، وأكدت أنها حدّثت الكاتب تلك الحكاية وجهاً لوجه.
الكاتب اللبناني جبور دويهي شارك في هذا الجدل وقال «يا أصدقائي لا تنسوا أن ويليام فولكنر قبل سنوات طويلة كتب روايته «فيما انازع» (While i lie dying) يروي فيها وصية أم لأولادها بدفنها في مزرعة بعيدة فيحمّلون الجثة في عربة ويجتازون كل أنواع المخاطر للوصول، فالفكرة موجودة والمهم المعالجة والكتابة».
تتحدث هويان الحسن في مقالتها المؤثرة عن ذلك المكان من البادية السورية حيث عاشت وكبرت، وحيث عادت مرة أخرى لتبحث عن أخيها، بل وتفاوض على تسلّم جثته، مضطرة لترتدي عباءة سوداء اتقاء للمسلحين في تلك المنطقة. تقول إنها سلكت الدروب الترابية التي تعرفها جيداً هناك كي تتجنب الطرقات الإسفلتية التي يستبيحها الجميع، وحيث تتوزع حواجز تعود لجهات وأيديولوجيات وانتماءات مختلفة على حد قولها.
خمسة أيام تفاوض الحسن حتى تمكّنت من تسلم جثة أخيها، ثم تروي كيف لم تتمكن من العودة إلى دمشق إلا بعد خمسين يوماً، بسبب الحرب المشتعلة على الطريق.
اللافت أن هويان الحسن تتحدث عن تشابه بين رواية خليفة ومقالتها، ولا تتحدث عن تشابه مع روايتها «ذئاب لا تنسى» التي تقول إنها زرعت فكرتها هناك، فهي تبدو على يقين أنها أخذت الفكرة في مسار آخر عندما حولتها إلى رواية.
ومن المثير أن الكاتبين، خليفة والحسن، يقفان سياسياً على طرفي نقيض، فالحسن تقف في محور الممانعة، فيما يعرف خالد خليفة بمواقفه المؤيدة للثورة ضد النظام في بلده، وسيكون من الشيق أن نتتبع الفكرة، مثار النزاع والجدل، وأي مسارات اتخذت لدى كاتبين كل في طريق.
_______
*القدس

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *