البريطانية سارة هاو تفوز بجائزة تي. إس. إليوت للشعر



تحسين الخطيب


تفوقت المجموعة الشعرية “أنشوطة اليشب” للشاعرة سارة هاو، على دواوين شعراء كبار، تصدرت المراجعات النقدية الرصينة منذ صدورها وهي “أربعون سونيتة” للشاعر الأسكتلندي دون باترسون (وهو الديوان الذي فاز بجائزة كوستا للشعر)؛ و“مواطن: أنشودة أميركية” للشاعرة الأميركية- الجامايكية كلوديا رانكين (وهو الديوان الذي فاز بجائزة حلقة نقاد الكتاب القومي في الشعر والنقد على حد سواء)؛ و“في انتظار الماضي” للشاعر الأسكتلندي ليز موراي، و“المكتبيون الجميلون” للشاعر البريطاني شون أوبراين.

وصفت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة باسكال بتيت المجموعة الفائزة بأنها “استكشاف مذهل للجندر والجور عبر المكان والهوية”، وقالت أيضا بأنّ التجريبيّة الشكلانية التي مارستها سـارة هاو في ديوانها الأول سوف “تغيّر الشعـر البريطاني”.
المجموعة الشعرية “أنشوطة اليشب” رحلة استجلاء عميقة، وبالغة التعقيد على المستوى اللغوي والإرث الثقافي، مارستها سارة هاو، بعين المرأة التي تغوص إلى جوانيّة الأشياء باللمس الشفيف، بعد زيارة قامت بها إلى موطن أجدادها لاكتشاف أصولها، فالشعر مثلما تقول قد أصبح على نحو غريب، هو المكان الذي اكتشفت فيه هويتها الصينيّة.
ولدت سارة هاو في هونغ كونغ في العام 1983، لأب بريطاني وأم صينيّة. فازت في العام 2010 بجائزة إيريك غريغوري للشعر عن كرّاسها “بعض موسوعة صينيّة”.
هنا أربع قصائد للشاعرة من مجموعة “أنشوطة اليشب”. والترجمة لصاحب التوقيع.
* صندوق جواهر أمّي
الغطاءان المتشابهان
للصندوق الأسود المطليّ بالورنيش
ينفتحان بعيدا
بركة مضاءة بنور القمر
أوراق لوتس شبحيّة
تنتشر في صفوف
سلاسل فضيّة
آهــات وانشداهات محترسة
في رَوْسم
خيوط محبوكة
لمسابح مرصوفة
بذور ترمس
حجارة عقيق أحمر
أوضاعها الباهتة
عيون ذباب خيل
خاتمها الكهرمان
أصابعي تزن
ثقله
ملعقة من عسل
وويسكي
صبّه ضوء النهار.
___________
* ليل في أريزونا
آخر الملاءات حيث جرجرت كاحلًا
صوت كتناثر الرمل
من الرفش وهواء الليل يغبش
للحظة مع وقع خطاه.
شكلنا المحبوك كلمة في العتمة.
وكلّ كَرٍّ من أنفاسك
شَبَّ
على جبيني ووجنتيّ
إرجاء لحظة. الحرّ
في هذا المكان يذهب أعمق من النوم،
يلفّ كل شيء، ويضاعف البريق
الساعد وهي تتقرّى خصرك
وأنت، في الحلم، تبتعد عنّي،
والشعر الأجعد يملّس
ظاهر فخذيّ، يدي على عنقك
والعينان مدركتان لعديد الأشياء المعتمة
التي تكافح كي تتمّ أنفاسها
الكرسي المخبوء، وباقة ثيابنا
والأذرع- الأمواس للعرعر الذي يجلجل بجنون
على حافة ذلك السديـم الأبـدي الـذي يتـورّد
سعيدَيْن رحلنا إلى المدينة عند الفجر.
________
*مسعور
ربما يكون الصدّ
مجرد نوع آخر
من الحاجة. أنا برقوقة
زرقاء في ضوء معتم.
وأنت النمر
الذي يأكل براثنه.
وفي اليوم الذي تزوجنا فيه
ارتعشت الأشجار
كما لو مسّها الجنون
كوني رحيمة بي، قلتُ.
_________
* احتكار (على شاكلة آشبيري)
أُبقي كل شيء حتى اللحظة التي أحتاجه فيها.
أنا الوميض في عين مدير مصرفك.
لا آكل الكعك خشية الركود الاقتصادي العالمي.
أنا عزاء نفسي.
لديّ عـلاقـة مضطـربة مـع الأشيـاء المــادية:
أُسقط قروشي النحاسية بعجرفة في النهر.
(أفعل كل شيء باعتزاز لا يحتمل)
أقترح توصية بالشكر.
أقترف أخطاء صغيرة من أجلك. وفي بعض الأحيان
أتظاهر بأن لا شيء خطأ.
أفوز بالجائزة الثانية في مسابقة لملكات الجمال. إنني أصفرّ عند الحواف.
شوهدت آخر مرّة وأنا أسحب القشّة القصيرة.
أتسكـع مفجـوعة في زوايا الشوارع، حيـث
أوزع بطاقات كتب عليها: لو رأيتم
بأنني أكافح لأرفع هذه البطاقة، رجاء، لا تساعدوني.
_____
*العرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *