مايكل فوستر وراسيل سي.سميث ترجمة: آماليا داود
خاص ( ثقافات )
هل الفن يمكن أن يغير الحياة، وينقذ الأرواح؟
الفن يمكن أن يغير الحياة، وينقذ الأرواح، وينطبق هذا على كامل التاريخ البشري، والناس الذين يقفون ضد تدريس الفن والعلوم الإنسانية في المدارس يقفون على الجانب الخاطئ من التاريخ، رغم ذلك نحن نعرف مشكلة نقص التمويل للفن، بينما تنفق مئات الملايين على الألعاب الرياضية، أحد الدروس الأكثر أهمية الفنون والعلوم الإنسانية تعلمنا أن الحياة ليست موحدة، وجميع الناس عليهم السعي لمعرفة قصتهم.
الفن، بطبيعته، يأتي بأفكار جديدة ويهدم القديم، الفن العظيم في كثير من الأحيان تحديات للثقافة السائدة، وتأثيره على الإفراد أو على الجماعات مستحيل التحديد، فليس على كل تجربة عاطفية أن تشرح وتفكك إلى أجزاء، وكل فن ينقل تجربة عاطفية.
تعتبر الجامعة هي وسيلة للحصول على شهادة وعمل، بينما الفن والعلوم الإنسانية لا ينظر إليها بطريقة للوصول إلى أي مكان، في حين عززت الأشكال الأكثر شعبية للفن والثقافة المتمثلة في الأفلام والبرامج التلفزيونية، التي لها أيضاً تأثير لا نستطيع تحديده، فإذا جعلك فيلم تفقد إحساسك بالوقت ومتعاطفاً مع حياة الشخصية، فأنت بالتأكيد تعرف أهمية الفن.
تاريخ البشرية معروف ومفهوم من خلال الفنون والتحف التي تركوها وراءهم، إذا كان الناس اليوم يشاهدون الأفلام والأغاني الأكثر شعبية، فهذه الأشكال من الثقافة والفن ليست ذات أهمية، المهم هو ما يبدعه الفنان من صور ولوحات على أنها فنون جميلة، وما يكتبه الكاتب من روايات وقصص وكلمات أغانٍ، كُتاب الأغاني من يبدعونها، النحاتون يقومون بإبداع منحوتات كبيرة تعكس كيف نعيش هذا المشهد الرقمي الحديث.
نعرف حياتنا ووجهة نظرنا عن الحياة من خلال ثقافتنا، الفن هو ما يعكس شخصيتنا ويحفر عميقًا في ذاكرة وتاريخ البشرية، الفنان يمثل هذا العالم، الذي وجد نفسه فيه، ويشعر به بطريقته الخاصة.
الفنان يتعلم أن يكون فنانًا عن طريق نسخ ما ابتكر من قبل، ثم يتغذى الابتكار على نفسه، كم عدد ساعات الإلهام التي أدت إلى تحويل الأفكار الثقافية والابتكارات التي لا تعد ولا تحصى، وجاءت ربما خلال مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى موسيقى، أو مشاهدة عمل فني؟
بنفس الطريقة التي يقوم بها الطبيب بقضاء ساعات لا تحصى لتعلم الطب، الفنان يقضي ساعات لا تحصى للتعلم من الماضي وتطبيقه على الحضارة الحديثة، القرار بتوجيه طفلك إلى الفن أو الطب ليس قرارًا، فالمجتمع الصحي يجب أن يحظى بكليهما، الفن يلامس كل جزء من حياتنا ويشكلنا منذ نعومة أظفارنا، الفن يوفر الكثير من الذكاء العاطفي، والجمال، وإمعان التفكير في عالم أصبح مجنونًا بسبب الإفراط في الموضوعية والدقة من أجل الدقة.
أن تعتقد أن العالم يمكن أن يتوحد دون التطلعات الإبداعية والابتكارات الجديدة، في أبسط الأشكال وألطفها يصبح هذا العالم رتيبًا ولا نستطيع أن نجبر أي أحد على التفكير به، ناهيك عن العيش فيه.
المصدر: Psychologytoday