*آسيا رحاحليه
خاص ( ثقافات )
يا مُفتِينا العجوزْ
تهنئةُ المسيحي بالميلادِ .. لا تجوزْ
أمّا الذي يجوزْ
دماءُ المسلمينَ المُهْدرَة
بأيدي المسلمينْ
وفقرُهُم وقهرُهُم
وجوعُهم وعُريُهم
وذلُّهم وهَوْنُهمْ
على مدى السِّنينْ
أمّا الذي يجوزْ
تشرّدُ الأطفالِ في البلادْ
وقتلُهُم وغُبنُهمْ
وحزنُهمْ ودمعُهمْ
والناسُ في أعيادْ
أمّا الذي يجوزْ
أن يذبحَ الأخُ – باسمِ الدينِ – أخاهْ
أن يصرخَ المقتولُ يا اللهْ
ويصرخَ القتَالُ يا اللهْ
أمّا الذي يجوزْ
أن تُدفعَ الحِسانُ “للجهادْ”
من أجل خيرِ الدينِ والعبادْ
أمّا الذي يجوزْ
أن نُشعلَ للطائفيّة النارْ
نُوقِظ الفتنْ
وننسجَ الدسائسْ
أن ننسفَ المساجدَ والكنائسْ
أمّا الذي يجوزْ
أن ندفنَ الرؤوسَ في الرمالْ
وندّعي بأنّنا بخيرِ خيرِ حالْ
أمّا الذي يجوزْ
أن نُشْغِلَ الأنامْ
بالخوضِ في الحلالِ والحرامْ
والأمّةُ تَضيعْ
في أوهامِ “الربيعْ”
والموتُ يستبيحُ القدسَ
والعراقَ والشآمْ
أمّا الذي يجوزْ
أن نخطو للوراءِ ألفَ عامْ
وغيرُنا – بمنتهى الثباتْ – يسيرُ للأمامْ
فيا رفاقي في دين المسيحْ
أقولُها لكم بمنطقي الفصيحْ
أقولها من بابِ الاحترامْ
والسّلْم والوئامْ
من بابِ الإنسانيّة
وأنّنا جميعُنا من آدم ذُريّة:
عامًكُم سعيدْ .. وعيدكُم مجيدْ..
وأنتَ يا مفتينا يا عجوزْ
ادْعُ لِيَ السيّافْ
فإنّي لا أخافْ.
_____
*أديبة جزائرية