*د. عريب محمّد عيد
خاص ( ثقافات )
يدهشني متحملقٌ بنظرته الضيّقة، وأشفقُ على متعنّت الرّأي لدرجة تحجّر العقل وتصلّب الشّرايين في العروق، يرمقكَ بحبّة عينه الّتي تبرزُ من محجرها تعصّبًا، وتأهّبًا للانقضاض على غريم مُحاوِر، والمفارقة عندما يقول لك: “ناقش بمنطق وحيادٍ وموضوعيّة وعلمٍ”، وهوَ لا يترك الحوارَ يجري في مجراه مندفعًا ومتدفّقًا للمصبّ بطواعيةٍ وانسياب، لا بدّ أن يتحرَكَ بك مع فكرته الواهية كموجةٍ تعلو تارّة وتنخفضُ أخرى، وينحرف بالمسرب يمنة ويسرة، ويدخلكَ من حارة شاميّة ليخرجك من مغربيّة، يلوّح بك مع قفزاتهِ وتشتتاته ككرة يركلها في كلّ اتجاه، وأنتَ ما عليك إلى أن تجريَ في ملعبه مستعينا بدُربتكَ ومهارتكَ وخبرتك وحنكتكَ لمعرفة موقع الهدف؛ لعلّكَ تفهم أو تقارب الفهم وتسجل ركلة الجزاء، وإلا فأنتَ في منطقه الأعوج: أبله، أو عنيد، أو معقدٌ، أو منحاز، أو جاهلٌ، أو أو ،ولا يشبع غروره إلا مطاوعته فيما يرمي إليه، ويؤمن به، ولا ينتهي حتى تتشبث معه بحباله العصبية الفكريّة، وتسند عموده المهلهل لتكون له ظهرًا ونصيرًا، أو تكون له الغضروف الموازي للعمود المثبّت بمفاصل تعصّبه المقيتة وإلا قصف ظهرك وأعمى بصرك …
يا هذا …
فلتقطع حبلكَ السُّريَّ عن مشيمتكَ المتخثّرةِ بفكرٍ فسَدَ، ولتفصدْ ما خبُثَ منها بحجامةٍ تعيدُ لكَ مجرى الدّورة المعرفيّة نقيّة بلا شوائب ..
ولْتعش عيناك على ضلالهما، وليجعل الله في أذنيك اليوم صديدًا …