*سعيد الشيخ
خاص ( ثقافات )
لعل الخبر الذي نشرته صحيفة “التلغراف” الانكليزية مؤخرا يظل برهاناً ساطعاً على الاشكالية المتفاقمة في علاقة الناشر مع الكاتب. حيث الاول يعدد ارباحة فيما الآخر يجتر مرارات خسائره وخيباته.
فقد ذكرت الصحيفة أن رواية في فرنسا تقدمت إلى صدارة الكتب الأعلى مبيعاً في الفترة التي تسبق عيد الميلاد مباشرة. وعلى الرغم من كل المبيعات التي حققتها الرواية وظهور المؤلف على التلفزيون، إلا انه ما زال يعيش كمتشرد في الشوارع.
لعل هذه الحالة الفرنسية تظل أقل وطأة من حالتنا العربية حيث عزاء الكاتب الفرنسي انه في قادم الأيام سينال بعض الارباح من مبيعات كتابه كي يتسنى له شراء هاتف ذكي يساعده في الدخول إلى الانترنيت للتواصل مع متابعيه ومعجبيه على مواقع التواصل الاجتماعي. فيما كاتبنا العربي يترنّح تحت ضغط طلبات الناشر وشروطه على طول العلاقة الملتبسة التي تنشأ بين الطرفين طيلة وقت تسويق الكتاب.
في البداية يصطدم الكاتب بطلبات الناشر المادية التي يفرضها عليه لتغطية نفقات تجهيز الكتاب وصولا إلى نفقات الطباعة، وفي المحصلة الأخيرة سينكر الناشر أو سيفرض تعمية على حقيقة حجم مبيعات الكتاب.
الناشر العربي فظيع، يأكل كالمنشار ولا يرحم الكاتب ولا يجعل رحمة الله تنزل عليه .. ولي تجربة شخصية ما زالت تتفاعل بسخونة في نفسي، وذلك حين زرت بيروت مؤخراً ووجدت جميع دور النشر التي قصدتها تصدّ عن نشر روايتي المعدّة للطبع ما لم أدفع المعلوم، وهو بالمبلغ غير القليل. وعدت إلى منفاي وشخصيات روايتي التي ترنو إلى النور تأنّ من عتمة حقيبتي.
والسؤال المهم في هذا المجال: إلى متى سيظل الناشر العربي يلتهم ويُعلي من أبراجه من عرق وتعب الكاتب .. متى تستوي العلاقة فيما بينهما لمصلحة الطرفين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب وشاعر فلسطيني