جلال الدِّين الرُّومي ترجمة: أحمد حميدة عن ترجمة لإيفا دي فتراي مايروفيتش
خاص ( ثقافات )
في قلوب العاشقين الذين شربوا حدَّ الثّمالة
تضطرم الأشواق.. متّقدة
وفي الأعماق المعتمة للحكماء، يكمن الشكّ.
يقول العقل: “لا تضع رجلك هناك، ففي المحو
ليس ثمَّة غير الأشواك”.
ويردّ الحبّ على العقل:
” بل فيك أنت انطوت كلّ الأشواك”.
آه.. لتمكث ساكناً، ولتقتلع من قلبك شوكة الحياة
كيما تكتشف بداخلك بستان الورد،
آه.. يا شمس تبريز
أنت الشّمس المتخفّية في غيوم الكلمات،
متى سطعت شمسك، انمحت الكلمات..
ومن كثرة الدّعاء لك،
غدوت وكأنّني أنا الصّلاة؛
وأيّ شخص يراني، يسألني الدّعاء له،
وتراني أنت بسيماء الكافر،
وعيناك التي تقتل بلا رحمة
حين تراني تنزع إلى الخصومة؛
فإن كان الافتراق عنك قاتلي، فأنا مصفح لا محالة
فأيُّ ثمن لدم مسفوح قد يطالب به
الأسير المعدم في الحرب المقدَّسة؟
لقد سلَّمت عليك وأعلنت تبعيَّتي لك
فقلت لي: “كيف حالك؟ “
أنا حالي، حال النُّحاس البائس الذي ينشد حجر الفلاسفة
والصّورة كما أبدعها المصوّر
والجسد جريح ينشد بلسماً للآلام؛
فلا تجعل كلماتك كالظلّ أمام الشّمس
والغبار يستجير بالنّور من الظلّ.
آه.. يا لكرم وإحسان شمس تبريز
إنّ شمس القبّة الزّرقاء، لتلتمس منه العطاء
وذاك الذي انكشفت له أسرار المحبّة
غدا وجوده محواً، وقد اضمحلّ في المحبّة حدّ الفناء.
ضع أمام الشّمس الشّمعة المتّقدة
وانظر كيف يتوارى بريقها أمام ذاك الضّياء:
لقد اضمحلّت الشّمعة و استحال
قبساً من ذاك النّور الوضّاء؛
لم تعد لها أيّة علامة، لقد غدت هي العلامة.
كذلك هي النّار المتّقدة في الأحشاء
عندما تغشاها أنوار الرّوح، لن تبقى ناراً
بل تغدو مدداً من ذاك الضياء..