الصدى


*عايدة جاويش


خاص ( ثقافات )

غطيتُ هذا الليل البارد

بلحافي وسلمتهُ نفسي
وقلتُ :
في الصباحِ
سينطوي هذا الليل
وأعودُ أنا وحدي
أتدربُ على الغربةِ
كأن أتمسكَ بالجدارِ
أثناءَ سقوط المطر
خوفاً من الغرق
………
هادئةٌ
أحدقُ في سقفِ الغرفة كبومةٍ
مسحت الليلَ بعيونها ولم تجدْ
غصناً لترتاح عليه
ولا حتى عشاً مهجوراً
حالمةٌ بالحياةِ
أحلمُ أن أصيرَ
أسرعَ منَ الموتِ
فأغصُ بالبكاءِ
ولا أبكي
……….
باردةٌ
أتكتكُ وحيدةً
مثلَ ساعةٍ مهجورة
على جدارٍ مهجور
عقربٌ يشدني للوراء
والعقربُ الثاني وأنا
لا نتحرك
خللٌ أصابنا
سيفُ الوقتِ
لا يقطعنا
ولا نقطعه
……….
ضائعةٌ
أبحثُ عن مفتاحٍ
صالحٍ لكل الأبواب
أبحثُ عن عنوان
أبحثُ عن إله فُقد
منذ أن قررَ
أن يأخذ قيلولة الصباح
في يومه السابع
بعد التعب
……….
غريبٌ
يناديني
يردُ الصدى
في أعماقي
أتعثرُ
أسقط
أنهضُ
فيمسكُ بذراعي
يقودني إلى مكان هادئ
يقبلني
يشكلني من جديد
يُعلنني غيمةً
تمطرُ في حقلهِ
يكتشفُ مدناً مهجورة 
فيرتد الصدى إليَّ 
صدى آخر
ولكن الصدى
سيظل صدى
لن يحظى يوماً بجسد

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *