” غبش المرايا – فصول في الثقافة والنظرية الثقافية ” ترجمة خالدة حامد


خاص ( ثقافات )

صدر حديثاً عن منشورات المتوسط كتاب ” غبش المرايا – فصول في الثقافة والنظرية الثقافية ” من إعداد وترجمة وتقديم خالدة حامد. 
الكتاب مدخل لتحليل نصوص ثقافية هي عماد النظرية التي يرتكز عليها كل واحد من المؤلفين الذين وقع عليهم الاختيار، وهم: ريموند ويليمز، وثيودور أدورنو، وماكس هوركهايم، وستيوارت هول، وكليفورد غيرتز، وأنطونيو غرامشي، وبيير بورديو، وميشيل دي سيرتو، ومايكل ريتشاردسون، وبيل هوكس، وتيري ايغلتون. وتجدر الإشارة إلى أن النصوص المنتقاة هنا تمثل بصمة كلّ واحد منهم وهي نصوص أساسية مكتوبة بقلم هؤلاء الأعلام لا نقلاً عنهم مثلما هو شائع في الترجمات الآن.
الكتاب، إذن، محاولة لتبديد الغبش الذي يعلو سطح المرايا التي يعكسها كل واحد من هؤلاء. 
وخالدة حامد هي مترجمة وأستاذة في جامعة بغداد، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وقد صدر لها العديد من الترجمات والكتب الهامة ومنها (سيرة ت. س. إليوت) بالاشتراك، عام 1998، عن «المجمع الثقافي» في الإمارات. رواية (بابيت) عام 1999، عن «المجمع الثقافي» في الإمارات. كتاب «البنيوية والتفكيك» عام 2000، عن «دار الشؤون الثقافية» في بغداد. رواية «قبالة الصحراء» عام 2003، عن «دار عين» في الإمارات. «الحلقة النقدية» في التأويل والهرمنيوطيقا الفلسفية طبعة أولى عام 2007، عن دار الجمل في لبنان وطبعة ثانية في العام نفسه عن «المجلس الأعلى للثقافة» في مصر. كتاب «عصر الهرمنيوطيقا: أبحاث في فلسفة التأويل» عام 2014 عن دار الجمل. كتاب «في الشعر وترجمته» عام 2014. عن دار الجمل.
كما نشرت خالدة الكثير من المقالات والدراسات المترجمة في الصحف والمجلات العراقية والعربية.
من الكتاب
.. “ومع ذلك، كانت كلمة “ثقافة” تتأرجح، منذ الستينيات، فوق محورها؛ لتعني – بالضبط – العكس تقريباً، وتعني – الآن – إثبات هوية محددة – قومية، جنسية، عرقية، إقليمية – بدلاً من التعالي عليها. وطالما أن هذه الهويات كلها ترى نفسها واقعة في قبضة الاضطهاد، فإن ما بدا – مرة- عالَماً من الإجماع قد تحوّل إلى منطقة صراع. باختصار، تحولت الثقافة من كونها جزءاً من الحل، إلى جزء من المشكلة؛ فهي ما عادت تعني فضّ النزاع السياسي، وهو بُعد أسمى، أو أعمق، نستطيع – من خلاله- مواجهة أحدنا الآخر، بصفة رفاق في الإنسانية تماماً، بل صارت جزءاً من معجم الصراع السياسي نفسه. ويكتب إدوارد سعيد”بعيداً عن كونها عالماً هادئاً من التهذيب الأبولوني Appollonian gentility، يمكن أن تكون الثقافة ساحة قتال، تصطرع فوقها القضايا تحت أضواء النهار، ويباري أحدها الآخر”(115). وبالنسبة لأشكال السياسة الراديكالية الثلاثة التي هيمنت على جدول الأعمال العالمي خلال العقود القليلة الماضية – القومية الثورية، النسوية، الصراع العرقي – فإن الثقافة، بوصفها علامة sign، وصورة ذهنية image ومعنى، وقيمة، وهوية، وتضامناً، وتعبيراً عن الذات، هي المتداولة في الصراع السياسي، وليس بديلها الأولمبي Olympian. ففي البوسنة، أو بلفاست، ليست الثقافة ما تضعه في جهاز التسجيل، بالضبط، بل هي ما تقتل أنت من أجله. فما تخسره الثقافة في سموّ، تكسبه في التطبيق. وفي هذه الظروف، في أحسنها وأسوئها، لا يمكن أن يكون ثمة شيء أكثر زيفاً من الاتهام القائل إن الثقافة بعيدة عن الحياة اليومية، بتعال. تيري ايغلتون”..

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *