الأرض الطيبة: وكيف كتبتها بيرل باك


إعداد وترجمة: ابتسام عبد الله

ولدت بيرل باك في الولايات المتحدة الاميركية، ولكنها انتقلت مع والديها، في سن مبكرة إلى الصين حيث أرسلت إلى هناك لإلقاء مواعظ الديانة المسيحية ونشرها هناك.عاشت الأسرة في البداية في جينكياغ، الواقعة على نهر ياتسي، واعتبرت بيرل نفسها واحدة من السكان. ولكنها في سن السابعة عشرة، سافرت إلى اوربا وبعدئذ اكملت دراستها في كلية اميركية.

في عام 1917، تزوجت من د. لوسينغ باك حيث عمله حتم نقلهما إلى شمالي الصين لمدة خمسة اعوام، ثم إلى نانكينغ، وهناك بدأت بيرل باك في تدريس اللغة الانكليزية وآدابها، في عدد من الجامعات الصينية.
اما كتابتها الأول، “رياح شرقية.. رياح غربية” وطبع في عام 1928، ثم نشر في عام 1931 “الأرض الطيبة، وحقق نجاحاً كبيراً وترجمت إلى 20 لغة اجنبية وتم نقلها ايضاً إلى فيلم سينمائي، إضافة إلى استلامها جائزة البوليتزر، الذي يمنح مرة في العام. 
وقد تزوجت بيرل باك مرة أخرى في عام 1915، من ريتشارد. J والش وهو يكتب الروايات والمحرر الأول في صحيفة تدعى (آسيا) وأصبح لها ابنتان وأربعة اطفال بادرت إلى تبني أربعة اطفال، اضافة إلى كتبها العديدة وتراجمها من الصينية، وجدت بيرل فائدة افضل في التعرف على غربي الصين والذين تعرفهم جيداً. وفي ذلك الأسبوع نالت جائزة نوبل في عام 1938. وهي الجائزة الكبرى لها.
وعلى الرغم من التغييرات الضخمة التي حدثت في الصين في الثلاثين سنة التي مضت بعد “الأرض الطيبة” فإنها أكدت ان الزمن لم يقلل من الاهتمام بها.
إنها رواية انسانية، وكانت الصين قد تغيرت في مفاصل العمل المستمر. وهذه الرواية تقدم اسلوباً للحياة، وكتبت بيرل باك “الأرض الطيبة”. 
وما تزال هذه الرواية في قائمة الأعمال الإنسانية وهي تصف الحياة ولم يقلل الزمن من أهميتها، وهي ستبقى قصة إنسانية عظيمة. وهي تُبين لنا طريقة للحياة مختلفة، ومع ذلك فهي في بعض الحالات تختلف عن أسلوب حياتنا، مختلفة جداً في بعض مظاهرها، ومع ذلك فهي تشبه كثيراً حياتنا.
قبل ثلاثين سنة على مرور اليوم الرمادي في شهر شباط الرمادي، في مدينة نانكينغ، والتي كانت آنذاك عاصمة للحكومة في اقليم نانينغ التي كانت أصبحت عاصمة للبلاد.وفي مقدمة الكتاب تقول المؤلفة بيرل باك: كانت نانينغ العاصمة آنذاك، حديثة العهد بوجود (الحكومة) فيها. وعدت إلى “اليوميات” التي كنت احتفظ بها، واولئك السكان واقفون أمام الباب ببساطتهم، وطبيعة أخلاقهم وبساطتهم وقد رأيت وانك لونغ وأولان واطفالهما، كما رأيت بيتهم القروي وهم يناضلون لإدامة حياتهم البسيطة.
كانوا من الذين لا أصوات لهم، على الرغم من نانكينغ بنفوسها تمثل أربعة أخماس السكان وهؤلاء الأشخاص كانوا يمثلون القوة الأكبر ليس في الصين فقط بل في العالم.
إن المعلومات التي كانت لدى اولئك الأناس البسطاء عن الأرض كانت أفضل مما كنا نعرفه في اميركا عنها، إن مثل هؤلاء الافراد ومنها معلوماتكم عن الكرة الأرضية، ويتحدثون عن وظيفة القلب، وهو الشيء الذي درسته في كافة اعوام حياتي. 
وبدأت بعدئذ في تأليف كتابي في يوم من ايام شباط. ولم أكن قد وضعت قصة أو خطة للكتابة.
ولم يكن في بالي غير ذلك الرجل وزوجته واطفالهما وهم واقفون امام الباب. وبدأت بالكتابة إن الزوجين اللذين كانا واقفين أمام الباب واطفالهما، كانا واقفيّن أمامي. وهم قد يكونوا جزءاً من مئات او ملايين من أمثالهم من الملايين ، ويعيشون نفس الحياة التي مرّوا اولئك بها، وهذه الصورة التي بقيت في البال هي صورة نجدها ايضاً عند الملايين حسنا، إن سكان الصين هم كانوا ومايزالون يعيشون نفس الحياة، لقد تعلموا معنى الحياة قبل ان نعرفها نحن او حتى قبل ولادتنا، قبل ان نولد نحن. وانا راغبة ان يبقى هذا الكتاب، كما كتبته وان وانغ لانغ واطفالهما وآخرين من امثالهما يشبهونهم، كانوا يتوالدون مثلهم في كل يوم على الأرض الصينية.
______
عن: الديلي ميل/المدى العراقية

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *