بثينة الزغلامي
خاص ( ثقافات )
أيام قرطاج السينمائية في دورتها 26/ رهان على الجذور وكسر الرقابة
تنطلق فاعليات أيام قرطاج السينمائية في دورتها السادسة والعشرين بعد غد 21 نوفمبر لتتواصل إلى غاية 28 من نفس الشهر.
تبدو العروض مكثفة ويصل عددها إلى الألف بينما يؤثث المهرجان أكثر من 600 شريط سينمائي من مختلف بقاع العالم. لم يخف مدير الهرجان المخرج إبراهيم اللطيف رهانه على وصول هذا العرس الفرجوي إلى 150 ألف مشاهد، وهو ما يعني “سينما للجميع”، وكسراً لمركزية العاصمة التي تبقى بقاعاتها وتجهيزاتها وتاريخها الممتد في ترسيخ هذه التظاهرة أفريقياً وعربياً وعالمياً ذات إشعاع تستمد منه باقي ولايات الجمهورية حضورها.
وسيكون روجي ووتر من البصمات التي ستترك أثراً لدى المتتبع لهذا المهرجان، وكذلك المخرج الأفريقي سليمان سيساي ومرزاق علواش ونبيل عيوش وغيرهم… وإن كانت المهرجانات العربية قد دأبت على تقديم أنماط متنوعة من التوجهات فإن أيام قرطاج السينمائية تبقى مهرجاناً للمخرجين وفضاء لاحتضان المواهب الواعدة، ويبرز ذلك في تخصيص أقسام لسينما الشباب والأعمال غير المكتملة والورشات التعليمية، كما أن محاضرات وندوات ستقام على امتداد هذه الدورة زيادة على تنوع الضيوف والاهتمامات، وإن كانت إدارة المهرجان قد أكدت على “أن غياب الرقابة ليس الطريق الأيسر لكنه لا بد منه لتثبيت مناخ الحرية الذي تنعم به البلاد”.
مغامرة جميلة تستأهل التحدي
خمس ندوات تقدمها إدارة المهرجان لتسليط الضوء على توجهاتها بدأت بندوة صحفية في تونس يوم 3 نوفمبر الماضي وأخرى بباريس بمعهد العالم العربي يوم 6 نوفمبر وأخرى في القصرين إحدى ولايات مهد الثورة يوم 15 الماضي.
تكريم المرأة
الفن السابع كان مرآة عاكسة لمشاغل المرأة العربية والرجل على السواء، وقد ارتأت إدارة المهرجان هذه السنة تسليط الضوء على أسماء ساهمت ببصمتها في إثراء المشهد البصري. ونذكر من بين الذين سيتم تكريمهم المخرج البرتغالي مانويل دي أليفيرا الذي اشتغل على آخر أفلامه وهو في سن ال102 عام، وسبق له أن فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عن مجمل أعماله وعاصر عمر السينما منذ أن كانت صامتة إلى أن صارت رقمية.
كما هو معتاد سيقع الاحتفاء بمخرج تونسي ووقع الاختيار هذه السنة على النوري بوزيد الذي سبق له أن فاز بالتانيت الذهبي للمهرجان في دورتين ماضيتين، وعلى غرار من كان له صوت نضالي وبصمة متفردة في السينما التونسية فإنه سيتم بالموازاة مع عرض أفلام المخرج لقاءات مع طلبته ومع رفاق تزامل معهم في سجن برج الرومي
أما المخرجة والكاتبة آسيا جبار التي فارقتنا العام الماضي وكانت عضواً في الأكاديمية الفرنسية فهي وإن كانت مقلة في أعمالها فإن فيلميها “نوبة نساء جبل شناوة” و”الزردة أو أناشيد النسيان” يعتبران علامة تسترعي الانتباه في فهم المناخ الذي عاشت فيه المرأة في الجزائر وحركة التحرر هناك كما تلقي الضوء على أسئلة ما بعد الاستقلال.
وإن كان حبيب المسروقي قد غادر الحياة وهو لم يتخطَّ الثلاثين بعد في نوفمبر 1980 فإن بصمته كمدير تصوير لا تغيب عن متتبعي الأعمال السينمائية.
لنساء السينما المصرية حضور هذه السنة من خلال تكريم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي طبعت العصر الذهبي لهذا الفن في مصر، وكذلك سيتم تكريم الممثلة معالي زايد ومريم فخر الدين، أما نبيهة لطفي وأسماء البكري فهما مخرجتان تعتبران من الأسماء التي لا يمكن تغافلها في الموجة الجديدة للسينما المصرية من خلال نضاليتهما والتزامهما بقضايا لا تزال محل اهتمام النقاد والمؤرخين إلى اليوم.
بلد يشاهد السينما بلد ضد الإرهاب
لأن السينما فن الحلم بامتياز ولأنها رافقت حركات التحرر في العالم ورصد التطورات الاجتماعية والسياسية التي تمور في مختلف بقاع الأرض فإنها لصيقة الهموم اليومية للمواطن، والملاحظ أنه من المقرر أن تستضيف اثنتي عشرة مدينة من داخل البلاد كما أسلفنا، وهي القيروان والمنستير وصفاقس وجندوبة وباجة ونابل والكاف وغيرها.
أما بالنسبة لانفتاحها على أوروبا فقد عقدت أيام قرطاج السينمائية شراكة مع أيام السينما الأوروبية التي تمت برمجتها مع هذه الأخيرة.
ضيوف وجوائز واعتمادات
تشمل الدورة إضافة إلى الاحتفاء بـ39 فيلماً تونسياً عرض 128 فيلماً طويلاً و305 أفلام قصيرة و75 فيلماً وثائقياً، وبالنسبة لقسم السينما الواعدة فهي تضم 92 فيلماً بينما تمت برمجة 44 فيلماً ضمن ورشة تكميل بينما احتوى قسم شبكة المنتجين على 73 فيلماً والملاحظ أن الإنتاجات التونسية حاضرة بقوة في كل هذه الأقسام.
أما فيما يتعلق بالجوائز فنشير إلى جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل، وسترصد هذه السنة لأفضل تقني في مجال الديكور بينما يحتل اسم صافي فاي مكانه ضمن جائزة أفضل مخرجة تقديراً لجهود هذا الاسم الأفريقي التي كانت رائدة في مجال الإخراج السينمائي.
أما جائزة فيرسبي/ الجائزة الدولية للنقاد السينمائيين فهي تمنح في مهرجانات دولية كثيرة اعترافاً بدور الصحفي الرئيسي في هذا المجال، وذلك عن طريق الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية.
ولن تقتصر العروض على قاعات السينما، فقد تمت برمجة فضاءات أخرى كالسجون والمدارس والجامعة.
نشير إلى أن نجوماً يحلون ضيوفاً على الدورة منهم محمود حميدة وأحمد بدير وكارمن لبس وكندة علوش والتونسية هند صبري وعمرو يوسف.. كما سيؤمن حفل الافتتاح الإعلامي التونسي كريم زغيدي وسيكون حفل الاختتام بإمضاء باسم يوسف.