الأدب والفايسبوك: موت القارئ


سامر محمد اسماعيل



هل صفحة الفايسبوك هي كسوق الجمعة ومجلة الحائط فيها من كل واد عصا هل هي نعي للقارئ، أم انها فضاء حرّ واسترداد لمكانة الشعر وخروج من عسف الأدلجة.
يقدّم الدور الثوري الذي قدّمته المطبعة، في تاريخ الثقافة والفكر الإنسانيين، دليلاً أكيداً على الأدوارـ وإن لم تكن بذات السوية ـ التي لعبتها كلّ أشكال التطوّر التي أصابت أدوات الكتابة ووسائل إنتاج المطبوعات. إذ لم تكن المطبعة سوى نتيجة للعلاقة الجدلية بين السلعة وأداة الإنتاج، وبالتالي بين المستهلِك والمنتِج. وهذا ما ينسحب على الفايسبوك كحيّز من الشبكة العنكبوتية، بإضافة تُحتسب له، إذ يقوم بدوري أداة الإنتاج وعلاقة الإنتاج معاً ـ هذه حالة جديدة ـ يقول الناقد ياسر أسكيف ويضيف: «في تاريخ الكتابة على مُختلف أنواعها وخصوصاً الشعر لا تبدو حصّة الأشكال الأخرى من الكتابة وافرة، ذلك أنّ حجم المادة المكتوبة من أهم العناصر التي تحكم علاقة التواصل والتلقّي».
ومن الجديد في استخدام الفايسبوك أنه يلعب دوراً مُركّبا في الإنتاج الأدبي إذ تتم من خلاله وفي زمن قياسي عمليات الكتابة (كفعل ذهني) والطباعة والنشر والتوزيع والتلقي ـ يوضح أسكيف متابعاً: «نضيف إليها نتائج التلقّي عبر ردود الأفعال التي تتراوح بين التجاهل والتفاعل النقدي على مُختلف مستوياته؛ فمما بات واضحاً أيضاً هو الخدمة المجّانية التي يقدمها الفايسبوك في عمليتي الطباعة والتوزيع، وفي إلغاء دور الرقيب بأنواعه كافة، مما أعطى الثقة بالنفس للهامشيين الذين كانوا يتردّدون في عرض منتجهم الأدبي كسلعة صالحة للتداول».
برأي الناقد ياسر أسكيف أن الفايسبوك ألغى أشكال السلطات الثقافية المعيارية كافة التي تتدرج من الرسمي إلى الديني مروراً بالمستقل المتمثل بالقائمين على المنابر الإعلامية والثقافية (صحف ـ مجلات ـ دور نشر) ومن اللافت بخصوص الفايسبوك أيضاً أن تجارب أدبيّة عديدة، وخاصّة في مجال الشعر، قد أثبتت حضورها الإبداعي البيّن، مع أنها لم تختبر النشر الورقي من قبل، وربّما كان صوتها سيبقى مكتوماً لولا هذه الأداة التي توفّرت لهم.
غير أن البعض يعيب على الفايسبوك كوسيلة أنه يمنح فرصاً متكافئة للسويات المُتباعدة إبداعياً ـ يعقب الناقد (أسكيف) ويضيف: «أنه يفتقر إلى المعيارية التي اختص بها سابقاً القيّمون على النشر؛ الذين يحتكرون لأنفسهم كل المعايير والموازين. لكنّ هذه التجربة الجديدة في الإنتاج الأدبي، التي لا تزال في أطوارها الأولى لا بدّ أنها ستنتج نواظمها ومعاييرها الإبداعية، وكذلك النقدية، من ذاتها، على أساس العلاقة الجدلية التي تربط تفاعليّاً بين أدوات الإنتاج وعلاقاته من جهة، وبين السلعة وأدوات الإنتاج من جهة أخرى».
الشاعرة والروائية نادين باخص ترى أنه بعد أن كنّا ننتظر سماع ما سيقرأه الشعراء من جديدهم على المنابر، صار علينا ترقب ما يكتبونه على صفحاتهم، ومتابعة ما تقدمه الحياة الافتراضية من أصوات جديدة. من جانب شخصي ـ تقول الأديبة السورية: «فايس بوك دمّر حبري، وجعلني عاجزة عن الإمساك بقلم والاستسلام لبياض الورقة، وحوّل أفكاري ومشاريع نصوصي إلى لمحات مقتضبة تتناسب ومساحاته الضيقة التي تشبه ساحات مطاعم الوجبات السريعة. وبشكل عام فايس بوك هو سيف ذو حدين، من جهة بات منبراً لمن لا منبر لهم، وفي الوقت نفسه صار على المتلقي تحمل وبال ما يرميه الكثيرون من نصوص لا ترقى لتكون أشباه نصوص شعرية حتى، إلا إنه كثيراً ما يكون لسلطة (اللايك) دور في توجيه انتباه الآخرين إلى هراء لا يستحقّ التوقّف عنده، في حين أنّ كثيراً من حالات شعرية تكتفي بإعجابات لا تتجاوز أصابع اليد، وتطويها (بوستات) كثيرة من دون أن تنال حقّها».
في الواقع بات لأدب (الفايسبوك) مفرداته المستمدة من عالمه الافتراضي ـ تتابع نادين باخص: «بات الموقع الأزرق هاجس (اللايك) والتقييم بعدد ضغطات رمز (أعجبني) أموراً في صلب واقع الحياة الافتراضية. وكما في الواقع كذلك في الحياة الافتراضية، هنا نفتقد منبراً ورقياً حقيقياً خاصاً بالشعر وهناك بالكاد نقع على الشعر، لكن لا يمكن إلغاء أهمية الفايسبوك في تقديم أصوات كان من الصعب عليها الوصول إليك أينما كان مكانك في هذا العالم (الكبير)».
سوق الجمعة
لا أدري مبعث الشعور الخفي الغريب الذي يتملّكني كلما فتحت صفحتي على الفايسبوك ـ يقول الناقد والروائي نذير جعفر: «شعور كما لو أني في «سوق الجمعة»! إذ تتنوع المعروضات إلى حد ليس بوسع أحد المرور بها كلها فكيف بالتأمل فيها! لكن في فوضى هذا السوق العجيبة وبين ركام البضائع البالية والكاسدة كنتُ أعثر أحياناً على طبعات نادرة من أمهات الكتب والدواوين الشعرية والروايات وحتى اللوحات التشكيلية الثمينة التي لا يعرف البائع قيمتها! حال الأدب على الفايسبوك هو حال سوق الجمعة تماماً، حرية في العرض خارج عيون الرقابة، علاقة مباشرة بين العارض ومتلقي العرض لا تخلو من حوار عابر يتعلق بالقيمة والأهمية والمغريات والمحبطات».
لا تخلو صفحات التواصل من نصوص شعرية وقصصية وحتى روائية ونقدية ذات أهمية بالغة، فقد أدرك المبدعون أن صفحات التواصل هي بساط الريح الذي يصل بنتاجهم إلى أقاصي الأرض بلمح البصر ـ يعقب الناقد نذير جعفر ويضيف: «لكن غياب المعايير النقدية والمتابعة الجادة لما ينشر ومناخ المجاملات السائد عبر (اللايك) يفسح المجال أمام الجميع لعرض نتاجهم مهما كان هزيلاً؛ ما يدفع بهم لوضع الورد والشوك أو الألماس والتنك في سلة واحدة»!
النشر على الفايسبوك كما يراه الناقد جعفر: «يكون تلقائياً وابن لحظته ويتلقى ردود فعل تلقائية مباشرة وابنة لحظتها أيضا على مستوى المعمورة كلها! وتلك إيجابية لا تحققها أي وسيلة نشر أخرى، والقضية ليست متعلقة بالوسيلة ذاتها بل بما تُحمَّل به أحيانا من غث وسقط متاع لا يستحق حتى اللعنة! الشاشة الزرقاء تغري بالكتابة لأن آلاف المتلقين غير المنظورين يمكن لهم أن يقرأوا ما ينشر على صفحاتهم في لحظة النشر ذاتها، وهذا ما يحرر النص من سلطة الخصوصية من ناحية ويجعل منه نصّاً عائماً وعابراً للقارات من ناحية ثانية».
هذه العلاقة المباشرة واللحظية بين المبدع والمتلقي – كما يوضح الأديب نذير جعفر: «قد ترتقي بتجربتهما الأدبية والثقافية معاً عندما تفتح أبواب الحوار وليس الضغط على أيقونة الإعجاب أو تدوين عبارات المجاملة والإطراء؛ فمعظم ما ينشر على شبكات التواصل من نصوص أدبية يفتقد إلى الحرفية والموثوقية وتتوزعه مفاهيم التناص والتلاص والمحاكاة الحرفية لنصوص سابقة، وقلما تجد نصّاً لافتاً ومثيرا للحوار والإعجاب».
في سنة 2010، أنشأتُ صفحةً لي على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وكان جل ما أقرأه في ذلك الحين هو تبادل (سلامات وأشواق) الأصدقاء المكتوبة والمصورة! يروي الفنان التشكيلي بطرس المعري قصته ويتابع: «كان عدد أصدقائي لا يتجاوز العشرات، أعرفهم شخصياً جميعاً، كانت المساهمة هنا كتابة كلمات بسيطة أو سوق بعض الأقوال لكتاب ومفكرين أو نشر لوحة مما أنتجه… رويداً رويداً أصبح (الفايسبوك) موقعاً تستعمله شرائح وطبقات المجتمع كافة… تواكب هذا مع بدء الأحداث الدامية في سوريا وبدأت تتغير نوعية ما ينشر ويكتب وأصبح المدونون يجدون فيه مساحة لتمرير آرائهم وأفكارهم. وكان لنا نصيب من هذه المساهمات بالطبع فقد أسست سنة 2012 صفحة أسميتها (أبو عذاب آند فريندز) وهي صفحة ساخرة تقوم على شخصيات كرتونية صممتها لأقول على لسانها بعض الأفكار والطرف، هدفها توعوي في المقام الأول، أخاطب بها الشباب من طلبتي وأصدقائهم ومن يدخل صفحتي كنوع من تخفيف الاحتقان عبر رسائل لنقل طوباوية أو أخرى تسخر من التطرف».
مجلة الحائط
وجد الفنان بطرس المعري أن هذا النوع من الأعمال محبباً كوجبة خفيفة للقارئ أو المتصفح؛ فطرح من خلالها وجهة نظره إن كانت سياسية أو اجتماعية أو حتى رياضية ـ يقول المعري معقباً: «كنت أنشر بمعدل 4 رسومات أسبوعياً تقريباً وأصبح للصفحة متابعين لا بأس بعددهم حسب ما يعطينا البرنامج من إحصائيات؛ بالإضافة إلى هذا أنشأت صفحة أخرى نشرتُ فيها أعمالاً فنية مختارة كنوع من الثقافة البصرية الموجهة لطلابي في كلية الفنون الجميلة بدمشق؛ ثم أهملتها بسبب ضيق الوقت. كذلك كتبتُ في الفترة الأخيرة بعض النصوص القصيرة أو الخواطر، لنقل الشعرية أو النثرية، تكون مترافقة مع نشر لوحة من لوحاتي… هذه هي تجربتي هنا. بشكل عام».
يرى الفنان المعري أن الفايسبوك بنشرته التي يقدمها، حالما نفتح الموقع، شيء شبيه بمجلة الحائط التي كان يصممها ويحررها خلال مرحلة الدراسة الإعدادية والثانوية، فموادها مؤلفة ـ كما يقول: «من كل واد عصا. إذا وعى الكاتب إلى ماهية أو طبيعة هذه المواقع، فبرأيي أن عليه، إن أراد التواصل مع (أو الوصول إلى) الشريحة الأكبر من القراء، فعليه بإعادة برمجة أفكاره ونصوصه بما يتلاءم معها ومع روادها؛ وإلا لن يُقرأ إلا من القلة وبالتالي ليس هناك من داع للكتابة هنا من الأصل، فقارئ الفايسبوك مثلا ليس قارئا تقليديا، لكن هذا لا يعني أن القارئ التقليدي لا يقرأ ما يُكتب على صفحات هذا الموقع. فالقارئ أو والمتابع (الفايسبوكي) ليس لديه الجلد على ما أعتقد لقراءة مواضيع يتجاوز حجمها بضعة أسطر، وهو هنا في غالب الأحيان شخص يريد التسلية وتمضية الوقت في كثير من الأحيان؛ أكثر من القراءة بهدف الثقافة أو المعرفة، يفضل المعلومة السريعة أو النص البسيط القصير أو الطريف».
من هنا وجد (المعري) أنه من غير المجدي تكريس الجهود لأكثر من هذا ـ يوضح التشكيلي السوري المقيم في برلين: «من يريد التمتع بنص أدبي ما زال يفضل الورق، حتى الآن، ولا ندري بعد سنوات كيف سنقرأ نحن وكيف سيقرأ أولادنا! بالإضافة إلى «نوع» القارئ هنا، هناك مشكلة أخرى تكمن في الكم الهائل من (الستاتوسات) الذي يغزوا البرنامج يومياً؛ الأمر الذي يجعل متابعتك لما يمر على الشريط صعب، عليك في هذه الحالة اختيار كتّابك ومتابعتهم مباشرة بالدخول إلى صفحاتهم. أي يمكنك الوصول إلى كاتبك لتقرأه، لكن هل تستطيع ككاتب أن تصل إلى الجميع»؟
برأي (المعري) هذا صعب إلا إذا كنت كاتباً مشهوراً وحتى هذا الكاتب فقرّاؤه هم غالبا من غير (عشاق «الفايسبوك) ومن يقرأه هنا هم قلة، وربما يضيع ما يكتبه في زحمة هذه (الستاتوسات).
الديوان المسروق
الشاعر محمد عُضيمة يتساءل: «ثم من أين كان سيأتي هذا التعبير الجميل (أدب الفايسبوك العربي)، لولا وجود الفضاء الأزرق. ومن أين كان للصحف الورقية أن تستوعب هذا الكم الكبير من الشعراء والكتاب؟
في البداية، كان الشعراء (المحترفون) والمثقفون (المحترفون) وغيرهم من أبناء مهنة الكتابة والنشر الورقي، يسخرون من (الفايسبوك) ومن رواده وشعرائه ـ يوضح الشاعر (عُضيمة): «كانوا يقولون بسخرية مملوءة بالغيرة: شعراء (الفايسبوك) ويقهقهون بعدها؛ كانوا يُشيعون أن (الفايسبوك) للصبيان والزعران وأولاد الشوارع وللعشاق الجدد، وكانوا ينفون عنه أية صفة جدية، فقط لأنه ليس ورقياً ومتاحاً مجاناً لمن يريد. ومازال بعضهم يمارس هذه المهنة، مهنة القهقهة على الشعراء (الفايسبوكيين)، لكن هذه المرة ليس علناً، بل في العتمة ويتلصص من وراء الباب على ما يكتب وينشر من قصائد ونصوص؛ وسرعان ما فهموا أيضاً أن هذا الفضاء الأزرق، الصافي كالسماء الصافية، ليس صفحة ثقافية في جريدة يملكها أحد سماسرة الورق، تكرّس هذا وتلغي ذاك، بل هو فضاء يتسع لجميع الألوان والأصوات، فضاء بلا حدود للحب والكراهية، للحرية والديمقراطية وللطغيان أيضاً؛ فلا تحتاج الكتابة فيه إلى إمضاء رئيس التحرير أو رئيس القسم إيذانا بصلاحية المادة للنشر».
يقوم أدب الفايسبوك، بالدرجة الأولى على المادة الشعرية البسيطة، الموجزة الخفيفة، على التغريدات الذكية، وعلى نصوص وتعليقات أقرب إلى الشعر وروحه منها إلى أي شيء آخر ـ يعقب (محمد عضيمة) ويضيف: «حتى الشتائم المتبادلة تكاد تكون شعرية؛ لولا فظاظة بعض أولاد البوادي والرمال وصَغَارهم في النقاش. ولا مجال للمطولات، شعرية كانت أو روائية أو نقدية. لقد أشاعوا وأرادوا أن تكون الرواية هي ديوان العرب اليوم، لكن أدب (الفايسبوك) يدحض هذا القول ويعيد للشعر ديوانه المسروق أو المغتصب».
أدب الفايس شعر ومن الشعر الذي يكتب لأول مرة: أغلب هؤلاء الشعراء اكتشفوا أنفسهم على الفيس بوك يقول عضيمة ويتابع: «صحح هؤلاء قصائدهم بأنفسهم على الفيس بوك، وتطوروا بسرعة مذهلة من خلال تعليقات أصدقائهم على ما يكتبون، ومن خلال نقرة الإعجاب. نعم، نقرة الإعجاب هذه ساعدت كثيراً من الشباب على تطوير نصوصهم، فصاروا يترددون في تنزيل أي نص قبل أن يكون قد استوفى ما يجلب الاعجاب».
السؤال الذي يطرحه (عضيمة) بهذا الصدد؛ هل سيكرس الفايسبوك مثلاً شعراء المرحلة المقبلة، أو نوع الشعر القادم؟ وهل ستخرج نصوصهم (الفايس) إلى العالم الورقي؟ يعني هل سيسعى أصحابها إلى طباعتها ورقيا أم يكتفون بهذا العالم الافتراضي»؟
مكان للجميع
سؤال يجيب عليه المترجم والشاعر جعفر العلوني فيقول: «في ظل الظاهرة الخطيرة التي نعيشها اليوم، والتي سبق ونوَّه إليها الفيلسوف الإسباني (أورتيغا أي غاسيت)، وهي ظاهرة الجمهرة أو الامتلاء: فأينما وليت نظرك وجدت تجمهراً واكتظاظ، فالمدن مليئة بالسكان، والبيوت بالساكنين والفنادق بالنزلاء والطرقات بالمارة، والمقاهي بالرواد، أصبحت المشكلة الكبرى اليوم هي: أن تجد مكاناً في أي مكان. من هنا، برأي، تأتي أهمية الفايسبوك، إذ إنه خلق عندنا هاجساً بأنه المكان الذي يتسع لنا جميعاً، والإنسان، بالطبيعة، بحاجة إلى مكان يمارس فيه نشاطاته. ولكن ألم يجد الإنسان غير هذا الفضاء الافتراضي ليمارس نشاطاته؟ أعبثية هي الحياة إلى درجة أن وجودنا فيها افتراضي تماما كمثل المكان الذي نمارس فيه نشاطاً مهماً كالكتابة مثلاً»؟!
من هنا يشكل (الفايسبوك) اليوم ـ كما يراه الأديب العلوني: مكاناً جديداً يطل من خلاله الجميع ليمارسوا نشاطاتهم. غير أنه وللوهلة الأولى، قد يعتقد البعض أن هذا الفضاء هو حكر على الشباب فحسب، ولكن مع مرور الوقت، وإعطاء هذا الفضاء حقه، تبيّن أن العديد من الأدباء والشعراء والكتّاب الكبار وجدوا في هذا المكان أيضاً مساحة جديدة يستطيعون من خلالها أن يكتبوا وأن يعبروا ويشاركوا نتاجاتهم الإبداعية مع أكبر شريحة ممكنة من القراء.
شخصياً، ومع بداية انتشار الفايسبوك يعقب الأديب جعفر العلوني ويتابع: «كنت رافضاً لفكرة المشاركة فيه، ولكن مع مرور الوقت، رأيتُ فيه حاجة فتحت أمامي مساحة جديدة للكتابة، للصداقة، وللقاء مع الآخر، ناهيك عن المساحة الضرورية التي يقدمها (الفايسبوك)، وهي مساحة النشر. اليوم، في ظل أدلجة الكتابة – إذ لا يستطيع الصحافي أو الكاتب أن ينشر في هذه المجلة أو تلك إلا إذا كانت آراؤه تتماشى مع سياسية المجلة والأشخاص القائمين عليها ـ يمكن أن يكون الفايسبوك هذا الفضاء البعيد عن أية أيديولوجية».
________
*السفير

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *