“للقدس تنتفض الحروف”.. أدب يواكب ثورة


خليل مبروك


يواكب أدباء وفنانون فلسطينيون حراك الشباب الفلسطيني المنتفض في الضفة الغربية منذ مطلع الشهر الجاري بإنتاجات شعرية ونثرية وتصويرية، لتمجيد الشهداء والتغني بصمود الأحياء، ضمن حملة “للقدس تنتفض الحروف”.

وتعد الحملة الإلكترونية التي أطلقتها رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين في غزة وبيت فلسطين للشعر وثقافة العودة في إسطنبول يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، جزءا من الحراك الثقافي الذي طالما نشط في محطات وطنية وإنسانية واجتماعية مرتبطة بالحدث الفلسطيني.
وتقوم فكرة الحملة على جمع قصائد شعرية ونصوص نثرية مكتوبة ومسجلة صوتيا وقصص قصيرة ولوحات فنية ورسومات كاريكاتير ومخطوطات بالخط العربي والفن التشكيلي والأناشيد والأغاني الوطنية، ثم نشرها في الشبكة العنكبوتية للتفاعل مع هبة القدس الفلسطينية الأخيرة.
وتُظهر الحملة بشكل جلي التقاء مؤسسات الثقافة الفلسطينية في ملف القدس عنوانا لفعالياتها، كما تبرز استعادة الفلسطينيين لتماسكهم بين الضفة الثائرة وغزة المحاصرة والشتات الذي ما زال يعيش على حلم العودة.
الزخم المتبادل
وأبدى الدكتور عبد الخالق العف نائب رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين إيمانا كبيرا بدور الحدث الوطني في استفزاز عطاء الأدباء، موضحا أن هناك علاقة كبيرة بين زخم الحملة وزخم الانتفاضة التي تشهدها الضفة الغربية لأجل القدس أيضا.
وقال العف  إن الفعل الغاضب في الضفة الغربية أثر على وجدان الشعراء ونشط قرائحهم، مبينا أن منتجات الحملة جاءت بكم كبير من الانفعالات المحفزة للاستمرار في الانتفاضة وبكم كبير من التميز الفني في المضمون.
كما أشار إلى ضرورة أن تتعاون كافة الجهات الثقافية الداعمة للقضية الفلسطينية على إدامة الجهد الثقافي الذي يتبادل التأثير مع الانتفاضة الفلسطينية.
وأبدت حملة “للقدس تنتفض الحروف” اهتماما لافتا بالبعد الجماهيري، فوسعت أبواب المشاركة لمستويات الإبداع، مخصصة أبوابا لنشر الأعمال المميزة وأخرى للمواهب والمشاركات الجديدة من مختلف الأعمار.
وبدوره، قال مدير بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة الشاعر سمير عطية إن الحملة فتحت المجال أمام المؤسسات الأدبية للمشاركة فيها وتوجيه الفنانين والأدباء الناشطين إلى الانخراط في زواياها المختلفة.
وأشار إلى ضرورة أن تأخذ مشاركة المؤسسات الثقافية بعدها الحقيقي بشقه المتعلق بالإنتاج الأدبي والفني، وبالشق المتعلق بالنشاط المؤسسي الناظم للفعل والمبلور له.
وأضاف عطية للجزيرة نت أن عددا من الروابط الأدبية حفزت أعضاءها على المشاركة في الحملة، معتبرا أن ذلك يعطي مؤشرا على أهمية وجود “المحرك الثقافي” للمؤسسات الأدبية في الأحداث المهمة، وعلى ضرورة التنسيق والتعاون والتكامل بين المؤسسات لإحداث التفاعل المطلوب.
دور الفن
أما رسام الكاريكاتير الفلسطيني علاء اللقطة فشارك في الحملة بريشته التي عايشت انتفاضة القدس لحظة بلحظة، معتبرا أن فن الكاريكاتير أثبت قدرته على تأجيج مشاعر الغضب والثورة وشحذ الهمم واستنهاض العزائم.
وأكد اللقطة للجزيرة نت أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر الكاريكاتير ليصل إلى ملايين المتابعين خلال سويعات قليلة، مشيرا إلى أن إسرائيل -وعلى أعلى مستويات إدارتها- حذرت من خطر الإعلام الجديد ودوره في انتفاضة القدس.
وأوضح الفنان الفلسطيني أن إدراك إسرائيل لدور الإعلام الجديد في تأجيج الثورات، دفعها للضغط على الشركات العالمية الكبرى الراعية لهذا الإعلام لمحاصرة زخمه والحد من انتشار الانتفاضة بتأثيره.
وأضاف أن إبداع الشباب الفلسطيني الثائر هو الذي يمهد لإبداعات أخرى تصب في ذات الهدف، و”تتحول إلى مداد لحملة انتفاضة الحروف وبنمط مقاوم مختلف، لكنه وسيلة فاعلة من وسائل متعددة تخدم القضية وتعبد الطريق أمام هؤلاء الأبطال الثائرين”.
——–
الجزيرة نت

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *