أحمد حسن
تظل البوكر هي الجائزة الأكثر جدلا والأكثر متابعة في العالم، ففي الدورات الأولى حصدت مصر النصيب الأكبر، فمن بهاء طاهر عن روايته “واحة الغروب”، إلى يوسف زيدان عن روايته “عزازيل”، اللذين فازا بها، إلى روائيين مصريين بارزين وصلوا للقائمات الطويلة والقصيرة، مثل محمد المنسي قنديل ومكاوي سعيد وناصر عراق وعزالدين شكري وإبراهيم عبدالمجيد وأشرف العشماوي وأحمد مراد ومحمد عبدالنبي وإبراهيم عيسى وأشرف الخمايسي وهشام الخشن ومنى الشيمي مؤخرا.
لكن آخر ثلاثة ممّن تقدّم ذكرهم خرجوا مبكرا في الدورة الماضية من التصفيات، وخلت القائمة القصيرة من المصريين، ووصل السوداني الأصل والمصري الإقامة، حمور زيادة إلى القائمة القصيرة برائعته “شوق الدراويش”، ليحصد التونسي شكري المبخوت الجائزة برواية “الطلياني” التي أثارت جدالا كبيرا حول أحقيتها بالمركز الأول.
دورة هذا العام تشهد منافسة شديدة من كافة أنحاء الوطن العربي، ومحاولات مصرية للظهور مرة أخرى واستعادة عرش الرواية العربية، لكن دعونا نبحث عن منافسات القاهرة، فهناك ثلاث روايات هي الأقرب من وجهة نظر القراء على موقع الـ”جودريدز”، ومواقع التواصل الاجتماعي الأشهر المعنية بالقراءة مثل عصير الكتب الذي تجاوز النصف مليون قارئ حتى الآن.
منافسة قوية
ثلاثة روائيين مرشحين جميعهم وصل إلى قائمات تلك الجائزة من قبل وهم على التوالي مكاوي سعيد ومحمد المنسي قنديل إلى القصيرة وأشرف العشماوي إلى الطويلة، فقد رشحت الدار المصرية اللبنانية رواية مكاوي الأخيرة التي صدرت قبل قفل باب الترشح للجائزة بأيام قليلة فقط وهي رواية اجتماعية سياسية بعنوان “أن تحبك جيهان” وسط توقعات كبيرة بوصولها إلى القائمة الطويلة على الأقل ثم القصيرة بعد ذلك مثلما أكد لنا البعض.
ورشحت الدار ذاتها كذلك رواية على خلفية تاريخية هي “كلاب الراعي” للمرشح الثالث أشرف العشماوي وقد لاقت قبولا لدى القراء وبيعت منها نسخ كثيرة في شهور قليلة منذ صدورها أوائل فبراير الماضي، وتوقع لها الكثيرون الوصول إلى القائمة الطويلة بسهولة باعتبارها رواية مختلفة في طريقة تناول التاريخ والإسقاط على الحاضر بأحداث مشوقة ومتسارعة.
وينافس بقوّة المرشح الثاني لهذه الدورة الكاتب المنسي قنديل برواية تاريخية أيضا مقدمة من ناشره دار الشروق هي “كتيبة سوداء”، وهي رواية وصفها البعض بأنها متفوقة في مجال السرد الأدبي كعادة قنديل المعتمد بالطبع في المنافسة على اسمه الكبير وتاريخه الروائي الضخم وقدرته على السرد الطويل والبديع.
مع ذلك يظل التوقع صعبا خاصة مع المواهب العربية المتميزة والتي بزغت بشدة في الأعوام الماضية وتفوقت على الروائيين المصريين وصار لها قراء بالقاهرة.
هناك بالطبع روايات أخرى من مصر تمثل إبداعا متميزا، وقد تكون بمثابة الحصان الأسود في تلك الدورة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بصورة دقيقة مثل “الموريسكي الأخير” لصبحي موسى و”الأزبكية” لناصر عراق و”الأسياد” لحسن كمال و”الخمر لا تسكر أحدا” لمحمد الجيزاوي، وكلها أعمال جيدة حققت وجودا لافتا، وهي قادرة على المنافسة مع كبار كتّاب الرواية العرب، وهناك عشرات الأعمال الأخرى المقدمة من ناشرين مصريين لكنها لم تحقق الانتشار المطلوب في القاهرة حتى الآن ومن ثمّ لا يمكن التنبؤ بوصولها لقائمات البوكر.
في الوقت الذي أعلن الناشرون عن ترشيحاتهم التزم أغلب الروائيين الصمت ورفض آخرون التعليق باستفاضة أو حتى التنبؤ بالفائز أو تحديد من الذي سيحالفه الحظ بالوصول إلى القائمة الطويلة على أقل تقدير، مكتفين بعبارات مقتضبة دبلوماسية في هذه المرحلة من التصفيات.
مكاوي سعيد بدوره، ورغم أنه أبرز المرشحين اكتفى بالابتسام مقرّا بأنها جائزة مهمة لأي كاتب، في حين أن المنسي قنديل رفض هو أيضاً التعليق، أما العشماوي فقد أجاب باقتضاب شديد. فهو يرى أن الأمر يخضع لذائقة لجنة التحكيم في القراءة، وهو لا يعرفهم ومن المستحيل أن يتوقع الآن أيّ شيء.
والسؤال في الأخير الذي يظل يتردد هنا في أوساط الساحة الأدبية المصرية، ترى هل يفعلها الروائيون المصريون ويستعيدون عرش جائزة البوكر مرة ثانية؟
والجائزة العالمية للرواية العربية من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. وتهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا، من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات أجنبية أخرى ونشرها.
تدعم “الجائزة العالمية للرواية العربية” مبادرات ثقافية أخرى، وقد أُطلقت عام 2009 ندوتها الأولى “ورشة الكتّاب” لفائدة مجموعة من الكتّاب العرب الشباب المتميّزين.
——-
العرب