نهاية لعبة البوكر


*محمد الأسعد

منذ أن أُعلن عن ميلاد جائزة البوكر العربية (2007) المحاذية للبوكر البريطانية اسماً، والممولة من قبل هيئة سياحية في أبو ظبي، كان من الصعب أخذها بجدية، وخصوصاً أن تصريحات من تولوا أمرها بداية عن “أنها تود رفع سوية الأسماء الخليجية” و”رفع الحيف التاريخي عن هذه المنطقة من العالم”.. وما إلى ذلك من تبريرات، كانت تزج بين صحائف الإبداع الأدبي، والروائي منه بخاصة، بمسائل ليست من جنسه. وكان متوقعاً أن يحدث خلطٌ، قد يكون مقصوداً، بين رغبات الإعلان والإشهار وبين الطموح إلى الارتفاع بمستوى الإبداع الروائي. ومن خلال معرفة أسماء المحكمين الأوائل، ومعرفة ما فعلوه حين استبعدوا روايات محددة، لا لسبب سوى جنسية مؤلفيها أو خروج موضوعاتها، في نظرهم، عن المجرى العام المدفوع نحو انكفاء كل منطقة عربية نحو بضاعتها؛ تبيّن للمتابع أن هناك رغبة في استخدام هذه الجائزة لترويج اتجاهات ثقافية معينة محددة مسبقاً. ولعل إحدى الروايات الفائزة بهذه الجائزة في سنة من السنوات، وقد أكثر صاحبها من استخدام لغة “أكلوني البراغيث” منذ السطور الأولى، كانت تفوق أكثر التوقعات تشاؤماً. وتساءلنا آنذاك: “هل يعقل أن يكون الفوز نصيب رواية لا يجيد كاتبها استخدام لغته العربية؟”. ومع الإعلان الأخير  عن أسماء لجنة التحكيم لم يعد للتعجب مطرح، ولا أحسب تغيير بلد الإعلان، وإدخال اسم مرشح منه سيجعلنا أكثر ثقة بجائزة كهذه.
_____
*العربي الجديد 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *