منة الله الأبيض
في عددها الجديد، تناقش مجلة “ذاكرة مصر” ربع السنوية الصادرة عن مكتبة الإسكندرية تاريخ عدد من المدن المصرية، وتسلط الضوء على حقائق تاريخية مجهولة عن هذه المدن.
ويقول الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، رئيس تحرير المجلة، إن مجلة “ذاكرة مصر” تستمر في تلبية طلبات القراء بتوثيق تاريخ مصر بشكل مختلف بعيد عن النمطية والتكرار، كما ستقوم بتقديم المزيد من الملفات المتخصصة مع كل عدد، وتقديم المقالات المترجمة لمد جسور التواصل بين ما كتب عن مصر بالعربية وما كتب عنها باللغات الأخرى.
في مقال بعنوان “حي بولاق أبو العلا.. يسكنه الفقراء ويرتاده الدبلوماسيون والأثرياء”، يسلط الدكتور خالد عزب الضوء على حي بولاق أحد أشهر أحياء القاهرة وأقدمها، الذي يتميز بالطرافة بقدر ما فيه من التناقضات؛ إذ تتجاور فيه الملايين والملاليم والعشش والقصور.
وفي مقال بعنوان “أنصنا مدينة الشهداء”، يتناول الباحث أحمد مصطفى مدينة “أنصنا”، التي أسسها الإمبراطور هادريان في المكان نفسه الذي ألقى فيه صديقه أنتينوس بنفسه في النيل. وأسست هذه المدينة فائقة الجمال على الطراز اليوناني؛ لتحمل الملامح المعمارية اليونانية الجميلة التي وصلت إليها مع دعمها بروائع الفن الرومانية المستمدة من الحضارة اليونانية، وقد جلب رخامها من مدينة روما وأطلق عليها اسم أنطينوبوليس. والجزء الشمالي من المدينة كان قد بني على أنقاض مدينة فرعونية قديمة تسمى “بيسا”، وكانت هذه المدينة مقرًّا دائمًا لسحرة فرعون.
ويضم العدد مقالا مترجما بعنوان “الآثار المادية وتشكيل الهوية القومية في مصر” للدكتور فكري حسن؛ أستاذ كرسي بيتري للآثار بجامعة يونيفرستي كوليدج بلندن، ومدير برنامج التراث الحضاري بالجامعة الفرنسية بمصر. وقامت بترجمة المقال خلود سعيد.
ويقدم الكاتب في هذا العمل إطارًا للبحث عن أيديولوجية قومية لمصر الحديثة وتداعياتها على الإحساس بالهوية “المصرية”، من منطلق استخدام الآثار المادية للماضي ودور الرموز والصور القديمة في السرديات القومية كمكوِّن مهم لعملية تشكيل الهوية، بالاتساق مع هاميلاكيس.
وفي موضوع مترجم آخر، تتناول المجلة أسباب ونتائج الحماية البريطانية على مصر من خلال قراءة في المراسلات البريطانية والأمريكية. الموضوع بقلم جوزيف وينجت فولك وترجمته الدكتورة صفاء خليفة.
ويقول فولك في مقاله: “تعد مصر واحدة من أغنى دول العالم، وإذا سمحت لبريطانيا أن تضمها بمساعدة الولايات المتحدة وتدمر حريات الشعب المصري، فإن بريطانيا العظمى سوف تؤمن الأراضي المصرية بقدر ما تكلف الحرب بريطانيا العظمى. إن الحالة المصرية منذ ما يزيد على النصف قرن هي مسألة دولية، ولكنها شأن داخلي لبريطانيا، والشعب المصري ليس لديه أي طعن أو استغاثة لعصبة الأمم. فقيود العبودية سوف تفرض على الشعب المصري من خلال المعاهدة المؤسسة لعصبة الأمم أيضًا. والشعب المصري سوف تحكمه القوة وليس الحق أو العدالة.
وتعرض المجلة للقارئ في موضوع مصور مراسم افتتاح متحف فؤاد الأول الزراعي في 16 يناير 1938، كما توثق لحياة شخصيات عدة؛ ومنهم “زينب صدقي” في إعادة نشر لمقال بقلم مصطفى أمين، وشخصية توجو مزراحي في باب “من ذاكرة السينما”.
وتقدم مجلة ذاكرة مصر ملفا خاصا عن مصر والتصوير الاستشراقي كجسر بين الفن والتاريخ، لأحمد سالم سالم، وموضوعا عن مصوري القاهرة الفوتوغرافيين في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، بقلم توماس كازنتر وترجمة نادية الوكيل، كما تضم مقالاً عن جواري مصر في القرن التاسع عشر للدكتور عمرو عبد العزيز منير.
——-
بوابة الأهرام