خاص ( ثقافات )
عن مؤسسة «حورس» للنشر والتوزيع في القاهرة، صدرت رواية «موجيتوس» للكاتب منير عتيبة، وهي تتناول مرحلة من التاريخ العربي في اﻷندلس، تحديدا مجموعة من المقاتلين الذين انطلقوا في رحلتهم من الأندلس نحو صقلية ووصلوا إلى أطراف سويسرا. ترصد الرواية تلك الرحلة المخطط لها أن تكون سريعة، ولكنها استغرقت قرابة المئة عام.
تبدأ الأحداث بعاصفة هوجاء، قادتهم ليرسوا على أطلال قلعة رومانية عند مفترق الطرق بين الجبال جنوب فرنسا، هؤﻻء المغامرون المفعمون بروح اﻻقتحام وفتح عوالم جديدة استلهموا سمة تميز بها ذلك العصر، الغزو والفوز بالغنائم، هل كانت تشي بالـ {الغروب شرقا}، استناداً إلى أن صقلية تقع شرق الأندلس والحملة آلت إلى أفول الحلم العربي، فهؤﻻء الرجال ﻻ بد من أنهم تركوا ظلاﻻً لم تزل بصماتها رغم السنين قابعة هناك. استغرقت كتابة {موجيتوس} – حسب قول المؤلف – قرابة الخمسة أعوام، وهي تعبر عن الشخصية العربية الحالمة المغامرة التخيلية التي قد تتبع مسار {قوس قزح} هرباً من الحصار المطبق حولها. ويبلور الكاتب من خلال فتح صقلية بعض الأفكار قد تمثل ثيمة نموذجية تتبناها الرواية مثل سمات الشخصية العربية أو العلاقة بين الشرق والغرب. ورغم أن البنية السردية قد تبدو محايدة، فإنها تطرح وجهة نظر خاصة بالمؤلف التي افتتنت دون إرادتها بنموذجين {متطرفين{ في مشاعرهما، عبد الرحمن بن سالم، وإبراهيم بن عامر، مقابل نموذجين {معتدلين}في المشاعر الإنسانية، مجاهد وعبد الله البلوطي. ويُعَبِّر النموذجان المعتدلان عن الحصاد السلبي للعلاقة بين الشرق والغرب (رغم التأقلم) وهما خير من يمثل الإسلام، فكما تتجلى في عبد الله البلوطي الشخصية ذات النزعة الصوفية التي تدعو إلى المساواة وعدم التمييز (بعد أن عانى من التعصب العرقي لأبو أسماء، يتعامل إيجابيا مع قوم روكسانا الذين تقبلوه، لكنهم رفضوا الوقوف إلى جانبه في مواجهة خصومه، ويبرز مجاهد كشخصية معرفية توثيقية، يرتبط بامرأة ذات هوس ديني، ورغم التأقلم بينهما (تمنحه طفلا مشوهاً) كرمز لمصير العلاقة بين الشرق والغرب.