صور فوريّة من لندن!


*مرزوق الحلبي


خاص ( ثقافات )
1.
رأيت لاجئيْن يتسابقان إلى مكبّر الصوت في الهايد بارك،
لاجئ عراقي قديم العهد،
وزميل له سوري وصل للتوّ
بعد أن أخطأه الموت غرقا موْجة أو موجتين
وأضاعه بين الحشد سجَّانه المجريّ
2.
وقف يراقب المشهد لاجئ فلسطيني،
يتذكّر هيئتَه وهو
يُنافس لاجئا من فيتنام،
وكانت أخطأته هو أيضا المجزرة طلّقة أو طلقتين
3.
في الهايد بارك،
يقول العربي لنفسِهِ الحقيقة
ويظلّ حياً.
4.
في لندن ينام العربي حيثما جاء
ويحلم ملء قلبه
وكان نومه في الوطن مدججا بالكوابيس
5.
من أعالي لندن،
بدا لي العربي ضئيلا
مهزوما من مرآته،
يمكث على هامش اللغةِ بغير وقت!
6.
من أعالي لندن
رأيت كيف تنسلّ الأوطان من حدودها
وتفرغ من مواطنيها
ومن الوقت، أيضا، مثل ساعة الرمل!
7.
من أعالي لندن
رأيت الطُغاة يرتدون الصحاري
ويشربون ما بقيَ في قِرَب الرُعاة
ينامون على رماحهم خوفا من الخواء!
8.
في الهايد بارك تنحى بي صديقي الشاعر جانبا
وأراني الندبةَ في روحه
ورجاني أن أغمسَ فيها قلمي
__________
*شاعر فلسطيني. 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *