خاص ( ثقافات )
عرف الإنسان المقدس منذ وجوده، وسعى دائماً إلى مواجهة القلق العميق الذي يكتنف وجوده، وتجلى ذلك عبر منظومات تعبير، سواء كانت مفاهيمية أم طقوسية أم رمزية، باعتبارها تمظهرات عبر لغات الإنسان وأشكال عيشه. هذا ما يدرسه ميشال مسلان في كتابه «علم الأديان» الصادر عن «مؤسسة كلمة» التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بترجمة عز الدين عناية.
ويعد الكتاب من الكلاسيكيات في مناهج دراسة الظواهر الدينية، مقدماً نموذجاً للقراءة العلمية الظاهرة التدين وللمقدس. وفي حين يحضر علم الأديان كعلم مستقل يناقش إشكالات على صلة حميمة بحياة الإنسان، فإن الأبحاث التي تتناول الظواهر الدينية في الفكر العربي المعاصر تكاد تنحصر في العلوم الشرعية والفقهية.
ويبقى العقل المؤمن أو العلماني يطوف حول المناهج القديمة التي تبلورت في أحضان الملل والنحل، فتستمر في الانقسامات ذات الطابع المذهبي، بين الفرق والمذاهب وليس بين الآراء.