شوقي بن حسن
بدأ هذا الأسبوع الإعلان عن متوَّجي “نوبل” 2015، ولم يعد يفصلنا سوى يومين عن معرفة صاحب “نوبل للآداب”. إننا في قلب موسم التكهّنات لدى الصحافة الثقافية في العالم.
تبدو هذه التكهّنات مثل محاولات تأثير، غير أن الجميع يعرف أنه من المنطقي أن يكون القرار بشأن الفائز قد تمّ. هكذا، نفهم أن موجة التكهّنات ليست سوى فضاء، يشبه السوق، يتم فيه الترويج لهذا الاسم أو ذاك. فضاء يسلّط الأضواء على أسماء ومناطق وأنماط، ويتيح لأفكار أن تتسرّب من بوابة الأدب، تلك التي تجعل من كواليس منح الجائزة منصّة للحديث عن السياسة والعلاقات الدولية، أو تلك التي تتحدّث باسم مصالح فئات، كالمعارضات السياسية أو الحركات النسوية وغيرها.
إذا كان التأثير غير ممكن تجاه لجان نوبل، فإنه ممكن تجاه جمهور الأدب وأسواقه، حيث أن ترشيح اسم كاتب بقوّة، سيكون له أثره في تعميق القناعة بكونه كاتباً يُستحسن قراءته، وهو ما تستفيد منه منظومة النشر، والتي تكون، عادةً، مُقرّبة أو متداخلة مع المؤسسات الصحافية الكبرى.
الموسم موعد، أيضاً، للحديث عن خلفيات الجائزة الأشهر؛ حيث يُشار إلى حساباتها التي يمكن قراءتها من خلال قائمة مطوّلة من المُتوّجين حسب جنسياتهم وتخصّصاتهم، فيما يبدو القائمون على “نوبل” مستحسِنين لهذه السجالات التي تضخّم أكثر من صورة الجائزة. ولعل التشويق الذي تتحدّث عنه الصحافة بكثرة، هو هدف في حدّ ذاته لدى “نوبل”.
نلاحظ ذلك من “تكلّف” الخروج عن المتوقّع الذي ظهر في العديد من الجوائز الممنوحة. هذا “التشويق المفبرك” ليس سوى أحد عوامل إعادة إنتاج “نجومية الجائزة” في كل مرة. في قائمة مرشّحي هذا العام، نجد أسماء منتظرة وأخرى جديدة (ستكون منتظرة في المواسم القادمة). لعل الترشيحات في الصحافة العالمية تتقاطع في ثلاثة أسماء؛ البيلاورسية زفيتلانا ألكسيفيتش والأميركية جويس كارول واتس والياباني هاروكو موراكامي. لكن، لن تتشابه كثيراً قائمة المرشّحين في صحافة هذا البلد أو ذاك. ببساطة، تختلف السوق الأميركية عن الفرنسية أو الألمانية أو الروسية أو العربية وغيرها. وبالتالي، فلكل صحافة مرشّحوها، حسب الأجندة التي بين يديها.
—–
العربي الجديد