أسمع نفسي وأنا أتكلّم .. أندريه بروتون


ترجمة: محمد عيد إبراهيم *


خاص ( ثقافات )
مجنونٌ أنا 
لستُ على بابِ الموتِ 
أمزّق الشجيراتِ قابضاً على الانتحارِ عندَ حدِّ الجُرفِ 
الحيواناتُ بمِصيدتي تتعفّنُ حيثُ تُصادُ 
هو الغسقُ وحدَه عملياً حملَ روائحَها 
الغسقُ تَحيَّرَ من الطلقةِ التي لم تستطع تحمّلَها الكلابُ المُجهَدةُ. 
أحضنُ بين يدَيّ النساءَ اللاتي يُرِدن فحسبُ أن يكُنّ مع آخرَ 
النساءَ اللاتي يسمعن في الحبِّ الرياحَ وهي تمرّ في شجرِ الحورِ 
النساءَ اللاتي هنّ في الكُرهِ أطولَ وأنحفَ من حشراتِ فرسِ النبيِّ الضارعةِ 
اخترَعنَ لي مساكنَ غيرَ مبنيةٍ 
أكثرَ جمالاً بألفِ مرةٍ من ألعابِ الورقِ. 
وقد ألقيتُ اللومَ على الغيابِ 
بأشكالهِ كلّها
وحضنتُ بين يدَيّ الأشباحَ تحتَ علامةِ 
الرمادِ والغرامياتِ الأكثرِ جدّةً من الغرامِ الأولِ 
الذي أغمضَ ذاتَ يومٍ عينَيّ وأملي وغَيرتي. 
__________
*شاعر ومترجم مصري.
(*) اللوحة، للفنان الإيرانيّ: يهمن محصص

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *