ست كاتبات إندونيسيات.. لا بد من معرفتهن



تحل إندونيسيا هذا العام ضيف شرف على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. وعلى هامش هذا المعرض يقرأ نحو سبعين كاتبًا إندونيسيًا من نصوص أعمالهم على الجمهور. الصحفية الألمانية مونيكا غريبلر تستعرض أسماء ست كاتبات تحظى رواياتهن باهتمام نقدي وجماهيري.
1 – أيو يوتامي:
“أنا أعيش بشكل مختلف عما ينتظره المجتمع”، مثلما تقول المؤلفة ونجمة المشهد الأدبي الإندونيسي، أيو يوتامي عن نفسها. وهي تخرق المعايير والتوقُّعات، في حياتها الخاصة وفي كُتبها: في عام 1998 صدرت روايتها الأولى “سامان” – والتي تعتبر من أكثر الكتب مبيعًا في إندونيسيا. وخلال أشهر قليلة تم بيع أكثر من مائة ألف نسخة من هذه الرواية – وهذا في بلد نادرًا ما تطبع فيه حتى أكبر دور النشر أكثر من ثلاثة آلاف نسخة من طبعتها الأولى.
وفي روايتها “سامان” كتبت أيو يوتامي بصراحة ووضوح حول الجنس، وحول المقاومة ضدَّ الطبقة الحاكمة. تُمثِّل هذه الرواية بالنسبة للبعض إهانة، وبالنسبة للبعض الآخر عملاً أدبيًا مثيرًا. وبعد ثلاثة أعوام صدرت تتمَّتُها تحت عنوان “لارونج”. وكذلك حقَّق هذا الكتاب نجاحًا. ومنذ ذلك الحين كتبت روايات أخرى وسيناريوهات ومقالات.
ومع ذلك فإنَّ أيو يوتامي تعمل في الواقع – مثل الكثيرين من الكتاب الإندونيسيين الآخرين – كصحفية. غير أنَّها مُنعت من العمل في عهد ديكتاتورية حكومة سوهارتو. وحتى يومنا هذا تناقش في كتبها بشكل مكثَّف تاريخ إندونيسيا السياسي. وتقول في هذا الصدد: “كلُّ شيء في حياتي سياسي: كتابتي وعملي في مركزي الثقافي سالحارا Salihara وكذلك في حياتي الخاصة”.

2- دوروثيا روزا هرلياني:
إنَّ ما تمثِّله أيو يوتامي للنثر تمثِّله دوروثيا روزا هرلياني بالنسبة للشعر: إذ إنَّ قصائدها تتناول موضوعات مثل جسد الأنثى والجنس أو العنف ضدَّ المرأة. أمَّا الرجل فكثيرًا ما يجب عليه في نصوصها أن يخضع لسيطرة النساء. “أعطني كلَّ ما لا يملكه الرجال” هو اسم ديوان شعر لها تم نشره باللغة الألمانية. ولكنها وعلى الرغم من ذلك لا تريد أن تكون نسوية. بل هي معنية بأن تمنح صوتًا للذين لا يتم سماعهم، مثلما تقول.
يوجد في إندونيسيا تقليد طويل من الشعر والعديد من الشعراء المعروفين، ومن بينهم أيضًا الشاعر أجوس سارجونور. الذي ترجم إلى اللغة الإندونيسية أهم قصائد كلّ من برتولت بريشت ويوهان فولفغانغ فون غوته وراينر ماريا ريلكه. ومثلما هي الحال مع الكاتبة دوروثيا روزا هرلياني، تُعنى الشاعرة تويتي هيراتي أيضًا وبشكل عميق وشخصي بدور المرأة. هذه الشاعرة البالغة من العمر واحدًا وثمانين عامًا تعدُّ من الجيل الأوَّل المدافع عن حقوق المرأة في إندونيسيا.

3 – لاكسمي بامونتجاك
عندما كانت إندونيسيا تناقش عقوبة الإعدام لتجَّار المخدرات، كان صوتها بارزًا في هذا النقاش: “يجب علينا نحن الإندونيسيين أن نألف الموت كثيرًا من أجل دعمنا لعمليات الإعدام”، مثلما كتبت الكاتبة والشاعرة لاكسمي بامونتجاك في صحيفة “الغارديان”. وذلك بسبب البدء بمطاردة الشيوعيين (المفترضين) بعد الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال سوهارتو في عام 1965. وبحسب التقديرات فقد تم خلال بضعة أشهر قتل نحو مليون شخص.
ورواية الكاتبة لاكسمي بامونتجاك “كلّ الألوان حمراء” تعالج إرث هذه الفترة. تقول إنَّها لاحظت أثناء الكتابة أنَّ من واجبها أن تؤثِّر من خلال كلماتها على الناس وتدفعهم إلى التفكير بالمجزرة: “أنا لا أعيش على افتراض أنَّ كتابًا يمكن أن يُغيِّر العالم. ولكن من الممكن الوصول إلى بعض الأفراد”.
4 – ليلى تشودوري
كذلك تُمثِّل المذابح بحقِّ الشيوعيين موضوعًا من الموضوعات التي تكتب حولها الكاتبة ليلى تشودوري. وإبَّان وقوع هذه المذابح في عام 1965، كانت ليلى تشودوري تبلغ من العمر ثلاثة أعوام فقط. وحتى يومنا هذا لا تزال تجد كصحفية وكاتبة كلمات ناقدة من أجل معالجة هذه الحقبة من تاريخ إندونيسيا. وضمن هذا السياق تقول: “الحكومة لم تقبل في الحقيقة بما حدث. بل لا تزال تنكر الأحداث أو تخفيها”.
وفي روايتها بولانغ “Pulang” – وهي كلمة إندونيسية تعني “العودة إلى الوطن” – تسعى إلى تسليط الضوء على ما حدث وعلى نتائجه حتى يومنا هذا. وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ ليلى تشودوري تعمل كصحفية لصالح مجلة “تيمبو” وتكتب كذلك قصصًا قصيرة وسيناريوهات للتلفزيون والسينما.
5-ليندا كريستانتي
نذكر كذلك امرأة أخرى – شجاعة وجريئة أيضًا: كانت تقوم بأبحاثها في إقليم أتشيه الإندونيسي الذي يسود فيه قانون الشريعة الإسلامية، بعدما لم يكن زملاؤها الرجال يثقون بالعمل هناك. وقد كانت تكتب حول الإسلامويين وضدَّهم، في بلد تتقدَّم فيه الأسلمة خلسة، ولكن كذلك بإصرار.
وقد نتجت عن ذلك أعمال عديدة من بينها مجموعة مقالاتها التي تحمل عنوان “لا تكتب أنَّنا إرهابيون”. ومن أجل هذا الكتاب أجرت ليندا كريستانتي مقابلات مع ممثِّلين عن مختلف الجماعات الدينية والسياسية والاجتماعية – وقد كان كلٌّ منهم يُبرِّر بأسلوبه المناسب أعمال الظلم والتعسُّف.
6 – ديوي (“دي”) ليستاري
صدر كتابها الأوَّل – كهدية بمناسبة عيد ميلادها الخامس والعشرين. وبعد ذلك عرضته للجمهور في مركز للتسوُّق في جاكرتا – وخلال أقل من أربعين يومًا كانت جميع نسخ كتابها هذا البالغ عددها ثلاثة آلاف نسخة قد تم بيعها. واليوم تعتبر سلسلتها الأدبية “سوبر نوفا” واحدة من الكتب الأكثر مبيعًا في إندونيسيا. تتمتَّع كتب ديوي ليستاري بشعبية وخاصة لدى القرَّاء الأصغر سنًا.
من المفترض أن تضم هذه السلسلة ثمانية أجزاء، صدر منها حتى الآن خمسة. وبالإضافة إلى كتابتها العديد من الروايات والقصص القصيرة، فقد نجحت هذه الكاتبة البالغة من العمر تسعة وثلاثين عامًا كمغنِّية، كما أنَّها تمكَّنت من إصدار ألبوم منفرد وكذلك من تصوير كتبها. وهي وجه معروف في معرض فرانكفورت للكتاب: ففي عام 2014 قبلت هنا في فرانكفورت استضافة إندونيسيا كضيف شرف على المعرض.
————
الشروق

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *