* باسم سليمان
خاص ( ثقافات )
( 1)
يقطفُ السنجابُ الكثير من ثمار
البندق ، البلوط ، الجوز
يدفنها في جوع الشتاء
يجعل من أرض الغابة مقبرة
لكنّه ينسى موتاه،
فتنبتُ الكثير من أغراس البندق ، البلوط ، الجوز في الربيع
كشواهد القبور؛
لتذكره بموتاه.
***
الليل ثمرةُ النّهار
نقْتَسمُها قسمةً ضِيزَى
نتعارك بإشعال الأنوار
الله يشعل قمره ونجومه
والشّياطين تحترق بشهبها
والبشر بمشاكٍ غربية وشرقية
أمّا أنا،
فأفتح عيني كبومة.
***
الببغاء مهرّج الغابة
هو لا يقلد أصوات الحيوانات
بل
صوت إنسان الغابة.
***
النّمل ليس كالنّحل
طريق النّحل
أقصر مسافة بين الزهر والدبّ
طريق النمل
أطول مسافة بين القمح والمطحنة
النّمل ليس كالنّحل
إلا أنّ لكلّ منهما
ملكة.
***
الرّمان شجر الخلود
لا كالتفاح شجر الموت
الرّمان لا يسقط
يبقى معلقاً كقمر
ينشق إذا اقتربت السّاعة
يهبُ أسنانه الحمراء
إلى النمل الذي يحب جواهر الزمرد
وطير الشقراق
الذي يعقد صفقة مع العنب
من أجل خمرة الصيف
وعندما يسكر يصيح: جانحي مكسور
كغصن ريحان.
الزّمان لا يسقط
يبقى معلقاً
كجرس دون مطرقته.
***
القمر سنّ لبني
تخلعه السّماء
في آخر الشّهر
تخبئه في حائط العتمة
وفي قبّتها أمنية
أن تستبدل سنّ الحمار
بسنّ الغزال.
***
عازفة القيثارة عنكبوت
تنقر على أوتار فخّها؛
لتطرب فراشة
وتقطف ثمرة ندى من شجرة الماء.
عازفة القيثارة تغني:
الموسيقى أوهى البيوت.
16/9/2015
__________________
(2)
سنغرق في الضحك ونطفو في الحزن
…
اﻷعمى راقشُ الشِّعرِ
وعندما أبصرَ
فقشَ بيضَه
ليخلق قصيدةً
وما كان يدري
أنّ بيوضَ اﻷنثى
كسبحة المشعوذ
أو
عنقود عنبٍ
في عين ثعلب. الأعمى لا يثقُ بالضّوء
يغلقُ عينيه
من فداحة الظلّ
يتحركُ بؤبؤاه
كأنّهما رجل وامرأة ، يخمّران جسدهما تحت الغطاء.
يرى أحلاماً
لا يقصُّها إلّا لعصاه
يمشي بثقة كطفل تعلم العدّ على أصابع خياله
يُتأتئ صلاته، فعثراته مسبحته.
الأعمى نظره في ابتسامته
كأنّه ذهب إلى الخياط
قطبتان صغيرتان خفيفتان كيد ساحر حملتا الشّفة العليا
وخفيتان كالحمامة التي ترقدُ قرب قلبه
ليخرجها بعد كلمته السّحرية:
العفو… أنا أعمى
هل لكَ أن تبتعد قليلاً، فقد رميتُ إلى الغربان بعض الجواهر.
19/9/2015
____________
– من ديوان مخطوط بعنوان ” الحياة طالع سيئ يصيب العدم”
* روائي وشاعر من سورية