راعي الغيوم


*عبد اللطيف الوراري


أنفخ في النّاي

مثل طائرٍ ضاع من سربه
بين الغيوم
أنفخُ في النّاي الجريح
من الروح التي نفخها الله فيّ
مُيمِّماً بروحي جهةَ الأرض
ليوم كاملِ
وأناملي على الجرح
أنفخُ في الناي
فتتهيّبُ طيور السمّان الدنوّ مني
كأنّي أُذكِّرها بالقصة
مسنداً ظهري
إلى قُصاصات الأمل
أنفخ في الناي
بدلاً عن الناي
بلا رجعةٍ
عن ندب الذّكرى
لأنّ الطبيعة أُمّي
وهذا المنبسط يتموّج
بمواجد الياسمين
ووحشة الخزامى
وتلك الشياه ترعى
من جوعي المُقصّب بالنغم
إذ أصل قصبة صدري
بالقصبة التي ترتجف
تحت طائلة الريح
ليسمعوا منّي القصة
كما تراءَتْ لي في الغيوم
قبل أن يهجم
على البلّوْرة
سببُ الغروب
مندحراً
من
فوّهة
العالم.
______
*المصدر: مجلة دبي الثقافية /العدد123

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *