ثلاث قصص قصيرة جدًّا


*سهام العبودي


خاص ( ثقافات )
ضلال

اعتاد منذ ابتسمتْ له أوَّل مرَّة أوصل فيها فاتـورة الكهرباء إلى منزلها أن يترك لها وردةً عند عتبة الباب قبل أن يغادر، ومنذ ابتسمتْ أوَّل مرَّة لموزِّع فاتورة الماء اعتاد أن يخطف الوردةَ ذاتــَها من عند عتبة الباب، وهكذا مرَّ الأمر: لم تستلمْ وردتــَها قط، ولم يتنبَّه أحدُهما إلى أنـَّهما يتبادلان بوردةٍ ضالَّة أكبرَ قدرٍ من سعادةٍ تسبَّب بها سوءُ فهمٍ… على الإطلاق…!
ضاع في الترجمة
في ملتقى النضال السنوي، صفَّق الحاضرون كثيرًا للسيِّدة التي ارتدت قميصًا بصورة (جيفارا). 
كانت المرأة مأخوذة، ارتفعت بها سحابة الزهو، وصدَّقت الأشياء الكثيرة التي قيلت فيها، وتصوَّرت: كيف أنـَّها كانت ستـُحرم من هذا كلِّه، لو أنَّ البائع المتحمِّس في محلِّ الخردوات استوعب أنَّ: “تشي… تشي” لم تكن شيئـًا سوى عطستها الغريبة…! 

نرجسيَّة
كانت العصافير تقذف بنفسها على زجاج نوافذ البنايات العاكس، تتكسَّر مناقيرها، وتنفجر حواصلها، وتتحطَّم شِـباك صدورها الهشـَّة. 
لم تتصالح العصافير – يومًا – مع صورتها المعكوسة في مرايا المدنيـَّة، ولم تخفِّف المدينة من قسوتها اللامعة؛ كانت المرايا تمتدُّ، وتقصل العصافير…!
______
*أديبة من السعودية.

شاهد أيضاً

إنّه نصف خيمة: قصيدة جديدة من (زليخة أبو ريشة)

(ثقافات)   إنّه نصف خيمة زليخة أبو ريشة   إنه نصفُ خيمةٍ نصفُ سيارةٍ تعبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *