السينما التونسية ملكة المحافل الدولية..الشباب في الصدارة والنساء في القمّة


*ليلى بورقعة



تتالت التكريمات وتلاحقت التتويجات للسينما التونسية، في الآونة الأخيرة، في المهرجانات الدولية، ممّا جعل بلادنا تحتّل عرش الفنّ السابع دون منازع. ويأتي حصد مراتب الصدارة علي يد طاقات شبابية ومواهب نسائية نجحت في افتكاك مراكز الطليعة ولم تأبى إلاّ العودة بالجائزة الأولى ومعانقة الوسام الأفضل …

من بيروت إلى مصر إلى إيطاليا…كان التميّز عنوان المشاركات التونسية في المهرجانات السينمائية، ليرفع الجميع القبّعة احتراما وتقديرا لنوعية وجودة ثمرات الفن السابع في بلادنا. وقد شهدت الأيّام الأخيرة سلسلة من أخبار التتويجات الوطنية في المحافل الدولية،كانت بإمضاء ثلة من شباب تونس المُمتهنين لفنّ السينما …
المواهب الشبابية تتفتّق…والجوائز تتدّفق


جاءت التتويجات الأخيرة للسينما التونسية في المحافل الدولية بإمضاء المواهب الناشئة وبإمضاء الطاقات الشبابية،لتجعل الجميع يصفق لهذه الانجازات التي حققها السينمائيون الشباب ولهذه النجاحات التي حصدها الممتهنون الجدد لمهنة السينما. وإن شرفت هذه التكريمات المتزامنة والمتكررة البلاد التونسية في العواصم العربية والأجنبية فإنها كانت الدليل القاطع على أنّ الشباب قادر أيضا على الإبداع والابتكار والتميّز متى منحناه الفرصة ووهبناه الثقة بعيدا عن الأحكام المُسبقة بعدم الثقة والانتقاص من القيمة…هؤلاء الشباب لا زالوا في البدايات ومع ذلك استطاعوا أن يقفزوا آلاف الخطوات لكسب الرهانات والعودة بأكبر وأحلى التتويجات…وبالرغم من أنهم لم يتباكوا يوما على انعدام الدعم وضعف الإمكانات واقتحموا الحقل السينمائي بأبسط التجهيزات والآلات، فإنهم توّفقوا في صنع الأعاجيب !
وتتعدد أسماء الشباب من السينمائيين الذين احتلوا المركز وتوّجوا بمراتب الصدارة ولعل آخرهم من المكرمين في المهرجانات السينمائية العربية والأوروبية المخرج التونسي الشاب «أمين بوخريص» الذي تسلم جائزة «الميديا اوورد» التى تقدمها مؤسسة «مي شدياق للإعلام» يوم 15 سبتمبر الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت وسط أجواء من الترحيب والتنويه بقدراته الإخراجية وبصمته السينمائية في مجمل أعماله، حيث حصد فيلمه «الحيّ يروّح» و الذي غاص المخرج في قلب الأخطار وفي عمق الأهوال التي يجابهها المصورون الصحفيون في مناطق الحروب وأماكن النزاعات…»حزمة» من الجوائز والأوسمة العالمية. ومن آخر النجاحات الشبابية في عالم الفنّ السابع، كذلك فوز الشاب عامر غيلوفي بجائزة «النمر الذهبي» في قائمة الأفلام التسجيلية القصيرة عن فيلم «فاطمة» ضمن فعاليات ملتقى «ظفار» للفيلم العربي بصلالة (سلطنة عمّان). كما أسند مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ 31، جائزة أفضل فيلم عربي روائي قصير للمخرج بلال بالي عن فيلم»إرجع للسطر».
نساء رائدات… في السينما
تسجل المرأة التونسية حضورا متميزا في الفن السابع كما باقي وجوه الفنون، وفي المدة الأخيرة اقترنت أسماء عدد من السينمائيات التونسيات بأنباء التتويجات في المهرجانات الدولية.ولعل آخر هذه التتويجات الفوز المضاعف لفيلم « على حلّة عيني « للمخرجة الشابة ليلى بوزيد ضمن فعاليات « أيام فينيسيا « التي أقيمت ضمن الدورة الـ 72 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث حصدت جائزة أفضل فيلم وأيضا جائزة الجمهور. ومن المنتظر أن يتحصل هذا الفيلم على دعم من الشبكة الأوروبية لدور السينما التي تتلقى حوافز مالية من الاتحاد الأوروبي، للترويج للفيلم وإدراجه ضمن برنامج العروض السينمائية.
كما تمكنت نساء السينما التونسية من إهداء تونس اثنين من الجوائز الكبرى في الدورة الـ 31 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، حيث أسندت جائزة أفضل فيلم عربي تسجيلي قصير للمخرجة إيمان دليل عن فيلم «شوف». كما تحصل فيلم «فتزوج روميو من جولييت…» لهند بوجمعة على جائزة أفضل فيلم روائي قصير.
وفي السياق ذاته من تميّز المرأة التونسية في ميدان الفن السابع ، فقد تحصل مشروع فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية «زينب تكره الثلج» على جائزة أفضل مشروع فيلم عربي والتي تتمثل في منحة إنتاج يقدمها صندوق «سند لدعم الإنتاج السينمائي» إلى أفضل مشاريع الأفلام العربية.
وتقدم أكثر من 50 فيلما بطلبات للمشاركة في أنشطة ورشة «فاينال كات البندقية» واختير في القائمة النهائية ستة أفلام على رأسها «زينب تكره الثلج» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.

أي نصيب للشباب في أيام قرطاج السينمائية؟
يواصل السينمائيون الشباب المشاركة في المهرجانات الدولية والمراهنة على حصد الجوائز العالمية،حيث يشارك فيلم «ارجع للسطر» للمخرج بلال بالي في الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي بمالمو بالسويد التي تقام من 2 الى 6 أكتوبر المقبل. ويتنافس هذا الفيلم مع 120 فيلما من العديد من البلدان العربية على نيل جوائز المسابقة الرسمية لهذه الدورة وسط حضور كبير لسينمائيين عرب.كما تسجل السينما التونسية حضورها في الدورة السابعة لمهرجان بغداد السينمائي الدولي الذي سيلتئم من 1 إلى 5 أكتوبر القادم بالعاصمة العراقية بفلمين اثنين، الأوّل بعنوان «مغربون» للمخرجة عربية عباس بالاشتراك مع مروان الطرابلسي و الثاني يحمل تسمية «انزياح» للمخرجة نرجس النابلي …
وأمام حجم هذه المشاركات والتتويجات في المحافل الأجنبية، ثبت بالحجة والدليل أن سينما الشباب التونسي تتوفر على الإضافة وقادرة على المنافسة وهو ما يتطلب التشجيع والدعم والشد على أيادي «المبتدئين» على درب الفن السابع …فكيف سيكون حضور السينما التونسية و المواهب الشابة في الدورة القادمة من أيام قرطاج السينمائية؟
_______
*المصدر: جريدة المغرب

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *