مريم عبدالحميد *
يروي كتاب “حياتي في السينما”، لمؤلفه السينمائي مصطفى محرم، جانبا مهما من حياته ومواقفه التي مرَّ بها. والتي كانت جزءا من كواليس صناعة السينما المصرية، وأولها ما كان متعلقا برواية “وما زال التحقيق مستمرا” للكاتب إحسان عبد القدوس.
والتي طلب المخرج السينمائي أشرف فهمي، من محرم، كتابتها للسينما، فرفض الاخير معللًا ذلك بالأجواء الأوروبية للقصة، وعدم حماسه للفنانة نبيلة عبيد، المرشحة لدور البطلة، حينها. وكان رأي محرم في نبيلة عبيد، بارزا، إذ قال إنه كلما شاهدها وهي تمثل، ينسى حرفا من اسمها، وهذا الحرف هو “الباء”!
ويحكي محرم كيف أنه في النهاية، رضخ لضغوط صديقه فهمي، وكتب سيناريو الفيلم، مع إجراء تغييرات على القصة الأصلية لـ”تمصيرها”، ثم عُرض الفيلم ونال نجاحا كبيرا، واستمر عرضه 36 أسبوعا، في دار سينما ديانا.
ينتقل مؤلف الكتاب، للحديث عن فيلم “الباطنية”، إذ عرض على نادية الجندي إذا كانت ترغب في العمل في الفيلم، مبينا أنه يستطيع إيجاد دور لها، وكذا دورا بارزا على وجه الخصوص، فعالج قصة “الباطنية” وخلق دورا نسويا فيها، وأطلق على الشخصية اسم “وردة”، وجعلها هي محور الأحداث والمحركة لها. ولكن نادية الجندي، بعد أن بدأ التصوير، أصرَّت على أن يتضمن الفيلم رقصا وغناء، وأن توضع التوابل في الحوار، وهذا يعني استخدام الجمل والكلمات السوقية!
ورفض محرم ذلك تماما، وأمام إصرار نادية الجندي، التي استعانت بكاتب آخر ليُعدّل لها بعض المشاهد، رفع محرم قضية على نادية ومنتج الفيلم، ولكن المحكمة قضت بعدم الاختصاص، وانتهت المشكلة وعُرض الفيلم وحقق نجاحا جماهيريا منقطع النظير، وحصد في عرضه الأول في القاهرة والإسكندرية والأقاليم نحو المليون جنيه.
ويشرح محرم قصة ذهابه إلى النجمة سعاد حسني للتفاهم حول فيلم “أهل القمة”، ويقول: “توقَّعتُ أن نجمة النجوم تسكن في شقة فاخرة في الزمالك، ولكني اكتشفتُ أنها تسكن في شقة متواضعة تقريبا في سطح إحدى العمارات القديمة، لم تكن الشقة مفروشة بما ينبئ عن ذوق سليم، ووجدت أورج متوسط الحجم في صالة الشقة بطريقة لا معنى لها، ولستُ أعلم حتى الآن كم تحتوي هذه الشقة من غرف.
وربما تحتوي على غرفة واحدة وصالة مثل معظم الشقق التي على أسطح المنازل، وعندما يرى المرء أعظم نجمة سينمائية أنجبتها مصر في بيتها، يظن أنها امرأة عادية غاية التواضع في ثيابها، ويخلو وجهها من المساحيق إلا البسيط جدا منه، بحيث يصعب على المرء التعرّف إليها”.
ويضيف: “عندما جلسنا لتناول الطعام اكتشفتُ أن سعاد لا تتناول الطعام الذي على المائدة والذي نتناوله وإنما كانت تمد يدها من حين إلى آخر، وتتناول ما تجلبه يدها، استغربتُ لذلك ثم ضربت بعيني إلى أسفل المائدة فاكتشفتُ المائدة الصغيرة التي تحوي الباذنجان المقلي وأنواع المخللات وأشياء أخرى غريبة.
وكنتُ أسمع الحكايات عن ولع سعاد بتناول الأطعمة الشعبية مثل الفول والطعمية والباذنجان المقلي والمخلل، وأنها لا تتورَّع عن تناوله من امرأة كانت تفترش الأرض بالقرب من بوابة استوديو الأهرام”.
ويتابع محرم سرده حكايات لقاءاته بسعاد حسني: “لم أجلس مرة مع سعاد أو أتحدَّث معها عبر التليفون وسمعتها تتحدث عن زميلة لها، معظم الممثلات وخاصة النجمات، لا هم لهن سوى اغتياب بعضهن، ما عدا سعاد حسني وشادية، كانتا دائما تمتدحان غيرهما من الممثلات، بل إنهما كانتا تساعدان من يعملون معهما من الممثلين والممثلات”.
الكتاب: حياتي في السينما
تأليف : مصطفى محرم
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة ـ 2012
الصفحات: 170 صفحة
القطع: المتوسط
– البيان