محمود الدسوقي
كشفت مناقشة رسالة الدكتوراة المقدمة من الباحث محمد مختار حسن بعنوان “صورة القصيدة من خلال تشكلاتها الرمزية الشعر الجاهلي نموذجا”، التي تمت مناقشتها بجامعة جنوب الوادي، عن وحدة القصيدة الجاهلية، وعن إخلاص طائفة عبيد الشعر للقصيدة، حيث كان عبيد الشعر – وهو الوصف الذي أطلقه الأصمعي على مجموعة من الشعراء الجاهليين – كانوا لا يخرجون القصيدة إلا بعد عام من تنقيحها.
الدراسة حازت على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى مع قيام الجامعة بطبعها على نفقتها، وفيها أكد الباحث أن “الشعر العربى، القديم خاصة، هو فن تكاد تتميز به العربية دون غيرها، بوصفه آية فنية لم يعرفها الناس بعد، وبوصفه باقيًا كما هو عرضًا وجوهرًا كما قاله أربابه فى الأزمنة السحيقة”.
الجدير أن جامعة جنوب الوادي بقنا قامت بمنح الباحث درجة الماجستير منذ عدة سنوات عن رسالته “الضعف الإنساني في شعراء الصعاليك والخوارج”، وهي الرسالة التي أثبت بها في إحصائيات كيف كان شعراء الصعاليك يتجرعون لوعة الفقد والضعف والبكاء خلافا على ما هو مشهور عليهم في الدراسات الأدبية والتاريخية بأنهم غلاظ القلب.
أوضحت الدراسة أن الشعراء القدامى كانوا يتعاملون مع النص بوصفه نصا خلاقا، مدهشا، لافتا، مراوغا، نابضا بالحياة والجمال والإبداع لمن له قلب.
صنف الباحث شعراء الجاهلية إلى ثلاثة حقول شعرية – إن جاز التعبير – أولها يضم أصحاب المعلقات العشر مستبعدين منهم زهير بن أبى سلمى، وذلك لشهرة هؤلاء ومكانتهم قديمًا وحديثًا ولانصراف أكثر جهود الباحثين إليهم، ووصول دواوينهم بالروايات المختلفة.
والصنف الثانى يضم من سماهم النقاد العرب المسلمون بأنهم “عبيد الشعر”، لأنهم كما زعم القدامى قد امتد تأثيرهم إلى العصر العباسى، وأصحاب تلك المدرسة هم من الروعة بمكان، يجيء على رأسهم أوس بن حجر، وزهير بن أبى سلمى، وكعب بن زهير، والحطيئة وغيرهم.
أما الحقل الثالث فيضم بقية الشعراء ممن غفلنا عنهم من الفحول وشعراء الطوائف والقبائل والمدن والنساء، وشعراء اليهود والنصارى.
قام الباحث بتقسيم دراسته إلى 4 أقسام مختتما شواهده الشعرية بطائفة النساء التي مثلتها الخنساء، إحدى بنات شعراء عبيد الشعر، وفقا للباحث.
بوابة الاهرام