ثلاث روايات جديدة نتاج ورشة “فتنة السرد والرواية”


خاص ( ثقافات )

بعد مرور ستة أشهر من اللقاء الأسبوعي المنتظم في كل يوم سبت، انتهت ورشة كتابة ” فتنة السرد والرواية” في مكتبة “كتب خان” التي ضمت أحد عشر مشتركا بإشراف الكاتبة د. لنا عبد الرحمن. 
بدأت فعاليات الورشة في مارس 2015، واستمرت حتى شهر سبتمبر من العام نفسه، على شكل محاضرة أسبوعية مدة ساعتين.وهدفت الورشة منذ البداية إلى قبول مواهب ابداعية ناشئة في كتابة الرواية، ومساعدتها على إنجاز مشروعها الروائي الذي تقدمت به إلى الورشة.
قامت آليات العمل في ورشة ” فتنة السرد” على شرح أساسيات فن الكتابة الروائي، وأساليب السرد، ووسائل التعبير التي تُمكن المشاركين من إنتاج مشاريعهم الروائية. واعتمدت عبد الرحمن على آلية العمل الجماعي لمضاعفة التفاعل بين المشاركين من خلال تقسيمهم إلى مجموعات، يتم التواصل بين أفرادها لتبادل ما يتم كتابته خلال الأسبوع حتى يكون النقاش حوله واضحا بالنسبة للجميع، وقد ساعد تقسيم العمل إلى فرق على تبادل الخبرات الثقافية والمعرفية بين المشاركين وتفاعلهم مع النصوص الروائية التي يتم نقاشها مع المشرفة والكشف عن نقاط قوتها وضعفها، وما تحتاجه من زخم فكري وفني لتدعيم النص الروائي والوصول به إلى الشكل الأمثل.
وعلى غرار ورشة “كتابة وفن” التي أقيمت في” كتب خان” عام 2014، واستعانت فيها د.لنا عبد الرحمن بنماذج من أعمال فنية مختلفة مثل لوحات فن تشكيلي، ومقطوعات موسيقية تهدف للعصف الذهني ” فنيا” بين المشاركين، فقد تم الاستعانة من المشرفة خلال ورشة ” فتنة السرد والرواية” بروايات عالمية تم تحويلها إلى أعمال سينمائية، بحيث تساعد المشاركين على إعمال المخيلة المشهدية، واكتشاف الفروق في الأدوات الفنية بين الكتابة الروائية، والفن السينمائي، ومن ضمن الأعمال السينمائية التي تم مشاهدتها ومناقشتها والقيام بمقارنة فنية بين العمل الروائي والسينمائي فيلم ” المخدوعون” المأخوذ عن رواية ” رجال في الشمس” لغسان كنفاني،، وفيلم ” الحب في زمن الكوليرا” المأخوذ عن رواية لماركيز تحمل نفس العنوان. 
بالإضافة إلى تناول المشرفة في كل محاضرة لأحد العناصر المتعلقة بالسرد الروائي وآلاياته فقد استضافت الورشة أدباء ونقاد أثروا بالحديث عن تجربتهم الإبداعية خبرات الكتاب الشباب، مثل الكاتب عزت القمحاوي و الناقد محمود الضبع، والكاتبة أحلام بشارات. 
وفي ختام ورشة فتنة السرد اختارت المشرفة ثلاث روايات لكل من آية عزت، نوح حسن، هبة خميس، تم اختيارها من ضمن أعمال المشتركين الاحدى عشر لتوفر بنية روائية جيدة روائيا وفنيا، وتقدم الروايات المختارة إتجاهات مختلفة في الكتابة. وسوف تقوم ” كتب خان” بنشر الروايات الثلاث. 
وعن السبب في اختيار فنون مختلفة مثل والموسيقى والسينما والفن التشكيلي للاستعانة بها في ورشات الكتابة التي تشرف عليها د.لنا عبد الرحمن ترى ” أنه من المهم بالنسبة للكاتب زوال الحدود بين الفنون والانفتاح على الفنون جميعها لأن هذا كفيل بالقيام بعصف ذهني للحواس، وما الذي يحتاجه الكاتب أكثر من حواس مفتوحة على العالم وبصيرة نافذة لرؤية ما لا يراه الآخرون، من هنا يكون هدفي الموازي لأهمية شرح آليات الكتابة وأدواتها تدريب المشارك على تذوق الفنون المختلفة والتفاعل معها بشكل خصب يثري تجربته الحياتية والكتابية، وربما تنتج الورشة كُتابا نقرأ أعمالهم في المستقبل، وربما لا لأن هذا يتعلق بمدى جدية الكاتب وايمانه بفكرة الكتابة لأن الورشة وحدها لا تصنع كاتبا، لكنها ستنتج أفرادا تشاركوا خلال ساعات الورشة في النقاش حول مقطوعة موسيقية، أو لوحة فنية فيها تفاصيل سردية تنفع للكتابة. إن هذا العصف للحواس يثري تجربة المشاركة في الورشة – حسب ظني- ويقدم مفاتيحا من المحتمل أن يحافظ عليها البعض مدى الحياة”
الجدير بالذكر أن د.لنا عبد الرحمن هي كتابة روائية وناقدة من أعمالها الروائية : “أغنية لمارغريت” و”ثلج القاهرة”، و”تلامس”، ولها مجموعتين قصصيتين بعنوان : “أوهام شرقية” و”الموتى لا يكذبون”، وكتاب نقدي بعنوان ” شاطئ آخر”

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *