جهاد فاضل
صدرت في السنوات الأخيرة كتبٌ كثيرةٌ تحتفي بالرواية، كجنس أدبيّ، وترى أن المُستقبل هو لها، وأنّ الشّعر مضى زمنُه، ولعلّ الدكتور جابر عصفور كان أوّل من بدأ هذه الكتب عندما نشر منذ حوالي عشر سنوات كتابًا بعنوان «زمن الرواية» اعتبر فيه أن لكلّ زمان أسلوبَه ونهجَه في الكتابة، وأنّ الزمن الحالي هو زمن الرواية. وقد ردّ كثيرون على جابر عصفور، معتبرين أنّ الشّعر لا زمن له، وأنه صالح لكل زمن، فلا يمكن اعتباره فنًّا من الماضي، فهو فنّ كل الأزمنة، ولعلّ الباحث والروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا أوّل من أثار هذا الموضوع في كتابات وحوارات شتّى له اعتبر فيها أنّ الرواية هي فنّ المدينة، وأنها لا تقوم إلا في مجتمعات مدنيّة لأن هذه المجتمعات تمثّل البيئة الصالحة لنموّها وتطوّرها، وكأنّه يريد أن يقول إنّ الشّعر كان فنّ الإنسانيّة الأوّل مثل نشوء المدينة المعاصرة، فعندما نشأت هذه الأخيرة وجدت أن وسيلة التعبير الأولى التي تلائمها هي الرواية لا سواها.
الباحث والروائي المغربي المعروف الدكتور محمد برادة يصدر حديثًا كتابًا بعنوان «الرواية ذاكرة مفتوحة» هو في عداد هذه الكتب التي تؤصل للرواية، والتي تتضمن جولة أفق في النتاج الروائي العربي والعالمي أيضًا مثل رواية «دون كيخوتة» للروائي الأسباني سرفانتس ورواية «مدام بوفاري» للروائي الفرنسي فلوبير.
القراءة في الأساس لا تقصد بنظر برادة إلى التثبت من وقائع أو أفكار جامدة، بل هي تفاعل بين النصّ وذاكرة القارئ، بين مخيلة الكاتب وفكره وبين ذات القارئ المخترقة بتجارب وأفكار ومشاعر مغايرة، والتي تبحث عن معنى وتأويل يستجيبان لأسئلتها الخاصة.
من ثم ينفتح النص التخييلي على معانٍ محتملة أو افتراضية يكتنزها النصّ الروائي أو تقبع في ظلاله.
تشتمل النصوص التخييلية على إمكانات واسعة لما يسمّيه باختين إعادة التنبير، أي محاورة المبدعين لنصوص وأعمال مميزة بقصد إبراز دلالات مهمة ضمن سياق زمني مختلف، وإعادة الصوغ اللغوي والشكلي. وتضطلع إعادة التنبير بربط الوشائج الحوارية بين الإبداعات والنصوص التي تنتمي إلى نفس السلالة التخييلية لإزالة الحدود بين ماضٍ ومستقبل، ومعانقة الأسئلة التي تشغل بال ومشاعر الناس على امتداد العصور.
والأمثلة كثيرة على إعادة التنبير في وصفها عنصرًا لفتح ذاكرة النصوص الروائية بعضها على بعض وتأمين الحوار فيما بينها. يمكن الإشارة مثلاً إلى إعادة تنبير رواية «دون كيخوتة» من لدن روائيين ومسرحيين وموسيقيين وسينمائيين تفاعلوا مع جوانب من هذه الرائعة التخييلية التي دشّنت الحداثة الروائية فاستلهموها في صوغ رؤيتهم وتوظيف فضاءاتها في سياق مختلف. ونفس الشيء بالنسبة لمحكيات «ألف ليلة وليلة» و«للإخوة كراموزوف» ولروايات كافكا.
هذا الاعتبار الذي يجعل من النص التخييلي ذاكرة مفتوحة على ذاكرات القرّاء والمبدعين هو ما يسمح بالقول إن الروايات المتميزة تسهم إسهامًا لافتًا في نسج ملامح أساسية من المتخيل الاجتماعي لثقافة ما. المقصود بالمتخيل الاجتماعي هنا تلك «النحن» التي تتشكل وتتغذى من تفاصيل السرود والمحكيات ومن رموزية الشخوص والقيم لتجسد الهُوية الجمعية في صيرورتها وتحولاتها. والأمثلة كثيرة تشير إلى بعضها: «البؤساء» لهيجو، و«الأحمر والأسود» لستاندال، و«الكوميديا الإنسانيّة» لبلزاك، وثلاثية نجيب محفوظ، و«مائة سنة من العزلة» لجابريل غارثيا ماركيز، فكل واحدة من تلك الروائع الروائية تنضوي على ملامح من المتخيل الاجتماعي الحامل لقيم وسلوكات ولغات تميّز فقرة من هوية ووعي المجتمعات التي ينتمي إليها كُتّاب تلك الروايات.
يقول محمد برّادة إن من طليعة العوامل التي أكّدت انعطافة الرواية العربية في الانطلاق خارج الأسيجة الإيديولوجية، هزيمة ١٩٦٧ التي زعزعت ما تبقى من أوهام حول شرعية الأنظمة وكشفت للعيان مفاسدها المنحدرة من التسلط والحكم الفردي والمتاجرة بالقضية الفلسطينية. تلك الانعطافة بنظر برّادة كانت بداية لانشقاق الأدب العربي الطلائعي عن الأنظمة والإيديولوجيات التبريرية. وهو انشقاق فكري وقيمي أتاح للرواية العربية أن تبدع نصوصًا جريئة شكلاً ومضمونًا على نحو ما نتبين ذلك من خلال بعض روايات تلك الفترة «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، جيل الستينيات في مصر (صنع الله إبراهيم، الغيطاني، بهاء طاهر، عبدالحكيم قاسم، محمد البساطي..) مجموعة من الروائيين العرب (تيسير سبول، هاني الراهب، غسان كنفاني، حيدر حيدر، عبدالرحمن منيف، محمد زفزاف، غادة السمان، يوسف حبشي الأشقر، غائب طعمة فرمان.
منذ الستينيات إذن بدت كتابة الرواية في كثير من الأقطار العربية بمثابة ورشة للتجريب وصوغ ما يعتمل في النفوس من تشظٍ وغضبٍ ويأسٍ. إنها مسافة حفرتها الهزيمة مبعدةً الروائيين عن الإيديولوجيا السائدة فجعلتهم يحوّلون الرواية إلى «خطاب» أساسي يسعى إلى استيعاب ما عملت أجهزة الدولة على تمويهه وتزيينه. ولم تكن تلك النصوص تتوخى التعبئة أو التحريض، بل كانت تحفر عميقًا في مسالك النفس والوعي والروح، وتلملم ما قد يسعف المواطن العربي على شحذ وعيه وإدراك موقعه داخل مجتمع مسلوب الإرادة، ووسط عالم موّار بالتغيرات. فالرواية العربية ارتادت مرحلة من النضج جعلتها تسلك السبيل إلى ما يبرّر خطابها المؤثرِ المميز ضمن خطابات الثقافة العربية الباحثة عن أفق للتغيير الجذري.
والواقع أن الرواية العربية استطاعت أن تمدّ جسورًا وطيدة مع الرواية في أبعادها الكونية لأنها ارتادت مناطق الكلام الممنوع، وتوغلت في إنتاج خطاب مركّب يمتح من العيش والمحلوم به، من الذاكرة والتاريخ، من الأسطوري والواقعي، من النفسي والجسدي، كأن الرواية في اندفاعاتها الجسورة، تستردّ الأصوات التي سرقتها قوى القمع والكبح لتوسّع معجم الاحتجاج والرفض والمكاشفة.
ويشيد الباحث بالتجربة التي خاضتها الرواية بعد الستينيات لأنها لم تخضع لأوامر التقديس والحرص على «النقاء» و«الصفاء» ووحدة مستويات اللغة المكتوبة، ثمة وعي جريء عند بعض الروائيين جعلهم يحققون انتهاكات إيجابية بدون انتظار طويل لاجتهادات المجاميع اللغوية المتصلة بتعريب الكلمات الأجنبية المتداولة في الحياة اليومية وفي بعض المعاملات. وقد آثر هؤلاء الروائيون أن يستعملوا الكلمات الأجنبية عندما لا تتوافر معادلاتها العربية، وفي أحيان أخرى يلجأون إلى العامية ويصوغون الحوارات بلغة الحديث اليومي.
وهو اختيار يرفض التخلي عن الدقة المرتبطة بتشخيص التفاصيل ويرفض التضحية بالأشياء التي لا توجد كلمات فصيحة لتسميتها.
صحيح أن «صفاء» اللغة قد «خُدش» في النصوص الروائية، لكنه خَدْشٌ أفادت منه على مستوى دقة الوصف وتجسيد التعددية اللغوية، بل والفوضوية، القائمة فعلاً داخل مجتمعاتنا العربية.
غير أنه إذا تذكرنا القرابة الوطيدة بين الفصحى والعاميات والتبادل المخصب بينهما، فإننا سنقرّ بأن الرواية تُسهم عُميقًا في تطويع اللغة من خلال تهجين إيجابي يربط التعبير بالمعيش وينصر نسغ الحياة على لغة القواميس. ولدينا في ترجمة رواية عوليس لجيمس جويس التي أنجزها طه محمود مثال ملموس على تعاون الفصحى والعامية لاستيعاب تلوينات التعبير المتراوحة عند جويس بين تيار الوعي واستحلاب الذاكرة، فكانت ترجمة الحوارات والمونولوجات بالعامية المصرية تجربة مفيدة في إبراز تضاريس الشخوص وتمايز التلفظات.
ويلاحظ الباحث أن السيرة الذاتية تكتسي أهمية كبيرة في مسار النص الروائي العربي ليس فقط لأنها غالباً ما ارتدَت شكل الرواية، بل لأن كتّابها ينتمون إلى طبقات اجتماعية بسيطة جعلت من المعرفة رأس مالها وجوازها إلى حقل السلطة الثقافية. فعندما نُشرت «الأيام» لطه حسين في العشرينيات من القرن الماضي، جاءت تحمل صوت الذات المغردة المنبثقة من صلب الحركة الوطنية والاجتماعية ذات القيم الغيرية لتثير الانتباه إلى قيمة الفردية وإلى دورها في تشييد المجتمع وتنويره. وبعبارة أخرى فإن السيرة الذاتية حملت منذ ذاك صوت الذات الذي كان متلاشيًا وسط جوقة الأصوات الجماعية.
ولعلّ «الخبز الحافي» لمحمد شكري (سنة ١٩٧٢) هي السيرة التي سعت إلى تأريخ الذات بجرأة وصراحة، مثيرة الانتباه إلى الفئات الواسعة المهمشة التي تعيش الإخفاق السياسي والاجتماعي في شكل بؤس لا تسعه الكلمات.
من المعروف أن عمر الرواية العربية لا يكاد يتخطى المائة سنة، وهي فترة مضى نصفها تقريبًا في التأثر والتفاعل وتمثّل إمكانات الجنس الروائي شكلاً وفكرًا، ولم يشمل إنتاج الرواية مجموع الإقطار العربية إلا منذ حوالي ثلاثين سنة، فضلاً عن استمرار الأمية وتعثّر شروط النشر والتوزيع وحقوق المؤلف. محمد برّادة ينتقد الوعي النظري عند الروائيين العرب، وهو يقصد بذلك العلاقة القلقة الدائمة بين الروائي وممارسته، بين ما يتخيله ويحلم بإنجازه وبين النصوص التي «تُترجم» بذور التخييل إلى نصوص منتهية مؤقتًا. ذلك أن ما يستحصده الروائي في تجاربه الحياتية وقراءاته المتنوعة إنما يصبح وعيًا فاعلاً عند الممارسة وبعدها، أي حينما يُخضع منتوجة للتمحيص والمقارنة ليكتشف إمكانات أخرى للتحقق النصي غير التي انتهى إليها. وهذه الممارسة النظرية لا نجد عند جميع الروائيين العرب الذين يستسلم بعضهم إلى التشبث بطريقة معينة في الشكل والكتابة ولا يكلف نفسه عناء تشغيل وعيه النظري لاستكشاف مناطق أخرى وطرائق أقرب إلى روح الرواية المتحولة باستمرار.
ويلاحظ الباحث وجود التباس أو قصور لدى بعض الروائيين العرب في إدراك الأبعاد السوسيولوجية والفلسفية لشكل الروائي الذي هو جزء من المضمون مثلما أن المضمون جزء لا ينفصل عنه. هذه هي المعضلة التي طرحها جان بول سارتر في نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين عندما كتب مقالاته النقدية عن مورياك وفولكنر وآخرين. لقد لاحظ بخصوص رواية «الصخب والعنف» أن التركيب الفني الروائي يميل دائمًا على ميتافيزيقيا الروائي أو الكاتب، ومهمة الناقد هي أن يستخلص الميتافيزيقا قبل تقييم التركيب الفني. وبعد متابعته للتحليل يستنتج أن فولكنر يصدر عن ميتافيزيقا للزمن تقارب تلك التي يصدر عنها مارسيل بروست، وكلاهما «قطع رأس الزمن» إذ انتزعا منه مستقبله، أي بُعد الأفعال والحرية، ويضيف سارتر، بالنسبة لرواية فولكنر، إنها تكتسب قيمتها من تشخيص اليأس وانغلاق الأبواب داخل عالم هرم يختنق، إلا أن البعد الميتافيزيقي في التركيب الفني جعلها تؤول إلى مستقبل مشطوب بدون أفق، وهذا يتنافى مع منطق الحياة.
سوال آخر يتوقف عنده الباحث يتصل بالوعي والأفق الكوني للرواية العربية، يتعلق الأمر بالشروط الاجتماعية والتاريخية الملتصقة بإنتاج الرواية في العالم العربي. فهي في عمومها غير مواتية بل معاكسة لتوليد شروط الكتابة الروائية، ويرى باحث عربي آخر هو فيصل دراج أن تاريخ الرواية العربية هو تاريخ تحققها الذاتي وإخفاقها الاجتماعي، معللاً ذلك بالاغتراب عن التاريخ الكوني الذي قيّد الزمن العربي إلى خصوصية بائرة، وبأنّ الرواية العربية حتى اليوم لم تتحول إلى ظاهرة مجتمعية على صعيد القراءة والكتابة.
يطرح الباحث سؤالاً آخر هو: هل يمكن أن توجد رواية حداثية داخل مجتمع «محصور» كأنه بدون أفق سياسي؟.
ويعتقد أن ذلك ممكن على رغم التعارض الذي ينبني عليه التساؤل.
ذلك أن تاريخ الآداب والرواية في العالم يقدم حالات ونماذج استطاعت أن تخترق الحصر والحصار والشروط المضادة للكتابة لتنتج نصوصًا تنضج بالحداثة والمستوى الفني الكوني، والأمثلة كثيرة ومنها اثنتان: الرواية الروسية في العهد القيصري ثم تجربة إيرلندا خلال أربعين سنة (١٨٩٠ / ١٩٣٠) أعطت أدبًا مستقلاً عن الدولة التي تستعمرها وقدمت أسماء روائيين عالميين مثل جيمس جويس وصموئيل بيكيت.
ويستخلص الباحث من دراسة مطولة له أنه لا يمكن أن نردّد بعد أن العالمية تمّر عبر المحلية، لأن شروطًا جديدة حوّرت مفهوم الأدب العالمي والرواية العالمية، وربطت إضفاء مشروعية الكونية عن النصوص بأوّاليات معقدة تتصل بإستراتيجية الكتابة والنشر والتوزيع والترجمة والجوائز والتسويق.
ومن ثم فإنّ مفهوم الرواية الكونية ليس أحادي الدلالة والإحالة، بل هو موضوع صراع ومنافسة، وعليه فإن الرواية الكونية الحاملة لقيم إنسانية جديدة تجابه رواية تتوسل بالعولمة الربحية وتكنولوجيا التواصل والتسلية.
لذلك فإن المراهنة على مستوى العالمية يقتضي الوعي بأفق الكونية المناهضة للقيم المتحيزة للذات الأوروبية أو المشايعة لأيديولوجيا التفوّق الأمبريالي.
والرواية العربية بمنجزاتها ووضعها المتمرد على واقع الحال، تستطيع الإسهام في بلورة مفهوم الرواية الكونية المتخطية للانغلاق والقومية الضيقة.
كما يستخلص أن التطلع إلى رواية عالمية ذات قيم كونية ملائمة للسياق الراهن وقادرة على حماية النزعة الإنسانية الحق، يظل دومًا معرّضًا لمخاطر العولمة الربحية ولمنافسة الرواية «العالمية» المصنوعة وفق الطلب التجاري. ومن ثمّ فإن استقلال الرواية أساس، لأنّه يحميها من الخضوع لمنطق السوق الربحي وللتبعية السياسية. والاستقلال هو الذي يمكّنها من استيحاء الأشكال والمضامين التي بلورتها روائع تمرّدت على المنوالية والمواضعات والأسيجة الإيديولوجية.
وفي نهاية التحليل يتبدى أن الاستقلال النسبي للرواية والروائي مرتبط بالقرّاء الواعين وبالسياسات الثقافية التي تهدف إلى حماية الإنسان قبل دعم الاستثمار التجاري للأدب.
ومما يستخلصه الباحث من دراساته المعمقة حول الرواية أن الإنتاج الروائي العربي على امتداد ما يزيد على مائة سنة وبجميع نصوصه المتباينة فنيًا ودلاليًا، يبدو محفلاً لغويًا زاخرًا يرصد على طريقته السجلات اللغوية التي رافقت تدرجات وتبدلات قرن من الزمن يلخص محاولات المجتمعات العربية على طريق التحديث وبناء الدولة الوطنية وانتكاسات المشاريع النهضوية وعودة التبعية بأشكال وطرائق متعددة، وبديهي أن اللغة الروائية التي التقطت تجربة قرن كامل، قد فعلت ذلك، وفق مسالك فنية تتفاوت من حيث النضج والتبلور، إلا أنها تزخر بالتفاصيل وخصوصية المشاعر والحيوات وتلوينات التلفظ والسمات المحلية وطرائق استيعاب العلاقة مع الآخر.
كتاب محمد برّادة من الكتب المهمة التي صدرت عن الرواية في الآونة الأخيرة، فهو غني بمعلوماته وبالتحليلات المعمقة التي يضمها، وفيه إطلالة على واقع الرواية العربية المعاصرة، وعلى الرواية الغربية المعاصرة، وهناك دراسة ذات شأن تتصل برواية سرفانتس الشهيرة «دون كيخوتة» التي تعتبر فاتحة الرواية الحديثة في العالم المعاصر. ويقف برّادة وقفة مماثلة مع رواية «مدام بوفاري» الفرنسية لفلوبير، وهي من أعظم الروايات في العالم المعاصر أيضًا. لكل ذلك يشكل كتاب الباحث المغربي الكبير محمد برّادة، وهو روائي طليعي أيضًا وصديق حميم للكثير من الروائيين العرب، مرجعًا يمكن أن يستفيد منه الروائيّون العرب الشبان، بالإضافة إلى متعة الكثير من مواضيعه ومعالجته.
الراية