*محمد شاكر
خاص ( ثقافات )
أحْيانا..
قد لا أحوش كل نِسياني
في سَلة اللغة.
قد لا يَرى قارئٌ نِهمٌ..
ما تَساقطَ مِن بياضٍ
غزير المَعْنى’ ..
فاضَ عنْ كُتلة الآمالِ
وهْوَ يَمْشي بخُطى التـَّأويل
على هامِشٍ صَغيرٍ
تـَكْـنسهُ عَرباتُ المَحْوِ
تـدفُنـُه…
في مَطارحِ الأحْوالِ.
————
أحْيانا
لا أثـرَ لي
حَتّى ظِلي
لا يَسْبقُ خَطْوي
أوْ يَـتَـقـفـَّى أثـَري
كمَا كـُنـَّا..
في السَّعْي الحَثيثِ
وأنا أمْشي
أخْشى’ مِنْ مُروقِ الطَّريقِ
يَسْحقـُني..
وهْو لا يَدْري أنِّي أعـْبُـره
بلا رَفيقْ
————
أحيانا
أطْـْمعُ في غـُبارٍ
بَدَّدَه النِّسيانْ
لَعليِّ أعِيدُ انـْتِعالَ السَفـرْ
إلى ما اسْتَحالَ عليَّ
في موْسِم الكـَبَواتْ
وطيْشِ الصِّغَرْ.
———————-
أحْيانا..
أخْتارُ الجَميلَ
في سِيرةِ الحَياةْ
… وأسْتـثـْني خَيْبـاتٍ
فاقِعٌ لوْنها..
تَضرُّ النَّاظِرينَ
أجْلِسُ إلى سَهْرةِ الذِّكـْرياتِ
كأيِّ طيْفٍ عابـِر
حُلـْكةَ الوقـتِ..
أغْـواهُ ضَوْءُ الأنـْس
في وحْشةِ الطريق..
فأرى ما تـبـرْعَم مِن صَبَواتي
يُعاقِر خَمْرةَ الخَيال
على مائِدةِ السَّريرةْ
في تَمام الإنسجامِ
كأنْ لا مَسافَة
بيْن فَراغٍ مَديدٍ
وغِبْطةٍ يَسيرةْ
————
أحْيانا
لا أبْقِي مِنْ عُمري البَئيسِ
سِوى لَحظاتٍ
وألـْبَث فِيها
دهْرا طويلا
كيْ أنْسى’
ما لا تَسْتحِقـُّه ، مِنّي، الحياة.
يُمْسي أملي..دليلا
————-
أحيانا
يُعْوزُني كـَلامٌ..
أرْحَب مِن قـِماشِ اللسانِ
كيْ أستر عَوْرة ألأحلام
وأغَطِّي جِراحَ الأرْضِ
خوفا مِن براثين حَرْبٍ
أدْمنتْ إيلامي.
————
أحيانا
يَجْرفُ تيّارُ القبح
قبَسًا مِنْ ضوْء الرُّوح
فأرى مِنْ فوْقي
ومِنْ تحْتي
ليْلا طامِي الحُلـَكِ
لا أكادُ أُخْرِجُ فيه
بُشْرى’…
مِنْ بَناتِ الشِّعْرِ.
————
أحيانا
أمْسي أعْزَل مِنْ رغَائِبِ القوْلِ
ولا أخْشى…
أنْ أسقط في كَمينِ اليـأسِ
أو أبقى أسيرا..
وراءَ قُضبان الصَّمت
بعْد هَزيمة نَكـْراءَ
في نِزالٍ مَع المقْتِ.
محمد شاكر
شتنبر2015