*عبد اللطيف بن اموينة
خاص ( ثقافات )
والقلب الذي جرفته رياح المستقبل
والضوء الثّمل السهران
في عينيها الخريفيتين
حياتي التي أكلها الليل
بلا رحمة.
بالكاد نجوت من المحرقة،
ليلتهمني الرماد..
ستأتي الضباع والغربان
وتعوي الذئاب في صدري،
وتمر العربات الصّدئة
براياتها السوداء.
لمن تدقّ الأجراس
في هذا اللّيل المتثائب،
فوق أعشاب العدم.
أشكو يأسي
إلى طحالب الممرات المعتمة،
و تتسلّل يدي
في هذه الظهيرة البحرية
إلى جدع شجرة عمياء.
انا مثلك يا ارنست
لا اطيق الحرب والخرائط،
فقط
انتظر هيجل
يخرج من المطلق.
ارى عينا كافكا تدمعان
على مصير فرجينيا
سوف أشكو يأسي
إلى غيوم مريضة بالرّحال
للأسف، لم أكن شجاعا
حين مرّت ببابي
كلّ تلك السنوات
مرّ الأصدقاء
العم ّ تشيكوف
كانط ونيتشه العاري
مرّ أبو العلاء وحيدا
يضيء عماه ليل
احتملتكم كثيرا،
انا الجندي المهان
لاوقت تبقّى لانثر
قليلا من الموسيقى
في مقبرة المجانين.
الليل الغبي
يسعل وراء النافذة.
صوت النّاي
يجرح سماء الانبياء
ودمعة المراهقة
تركتها كأي تذكار
في نزل قديم
وأنت أيها الحزن
اعرف انك تختبئ
وراء المزهرية
وتقول إنها ذكريات
الضوء الذي انطفأ
فجأة
في قلبينا
نحن توأمان
أرواحنا متشابكة
ونحتسي من نفس الكأس
كأس الفجيعة
نغمة الخلود
تتسلّق كلماتك
العارية مثل تل وحيد
في صحراء
لا تهرب الآن
فالخيال في عطلة