سعود السنعوسي: يستهويني الأدب التجريبي مع أنني كلاسيكي بامتياز


*سمير قسيمي



الجزائر –  ما لا يُعرف عن سعود السنعوسي، أنه حتى عام 2007، تاريخ شروعه في كتابة «سجين المرايا»، لم يفكر قطّ في كتابة الرواية، فقد اقتصر حبه لهذا الفن الأدبي على القراءة فحسب، قراءة الكلاسيكيات على وجه الخصوص. ربما هذا ما يبرر جنوح سعود لكتابة الرواية الطويلة نسبياً، والتي تحوي عدداً هائلاً من الشخصيات.
فبالرغم من إصرار النقاد على اعتبار روايته «ساق البامبو»، بعد فوزها بـ «البوكر»، بـ «الجديدة»، إلا أن الجدة في كتابات السنعوسي، لا تتعدى الموضوع ولا تجرؤ على الشكل. أنه كاتب كلاسيكي بامتياز، أظهر هذا الميل من أولى روايته، ويصر عليه حتى في روايته الأخيرة «فئران أمي حصة».
في هذا الحوار الذي أجريناه على هامش «الملتقى الدولي للأدب وكتاب الشباب بالجزائر»، وهو أول حوار له بعد إصداره لعمله الأخير «فئران أمي حصة»، تحدث السنعوسي بتلقائية عن بداياته وخياراته السردية، وعن تجربته الأولى «سجين المرايا» والنقد السلبي الذي قوبلت به. كذلك تحدث عن عمله الأخير وحالة «اللا إجماع» النقدي من حيث الموضوع والأسلوب والمستوى التي ميزت تلقي الجمهور لهذا العمل المختلف عن «ساق البامبو» في أمور قد تؤكد الرغبة الملحة للسنعوسي في التخلص من «ظل» جائزة «البوكر» العربية التي نالها عام 2012، وهو الظل الذي بقدر ما سمح له بالانتشار عربياً، بقدر ما يمنعه من أن يكون روائياً مختلفاً، متجرئاً على النص، لا سيما على مستوى السرد والشكل.
تُظهر «فئران أمي حصة» هذا الإرتباك الحاصل لدى السنعوسي، ويخفي النص شغفه بالتجريب، ومع هذا يؤكد عدم جاهزيته للخوض في الرواية الجديدة بكل ما يعنيه هذا المصطلح، ليس لأنه لا يملك أدواتها، بل لاستحالة تجاوزه ذهنياً المدرسة التقليدية في الكتابة الروائية التي أخذ عنها، وأيضاً بسبب الخوف من المغامرة التي قد تعني الفشل، لا سيما بالنسبة لناشره المصر على صورة «السنعوسي الظاهرة»، رغم أن سعود يبدو أكثر شغفاً بالنظر إلى ما أبعد من هذه الصورة التي وإن حققت للسنعوسي انتشاراً ونجاحاً تجارياً ما، إلا أنها تبقى صورة جميلة لا ترقى لأن تكون تحفة. إنها ذات الصورة التي ضُبطت ذات يوم على مقاس مواطنه اسماعيل فهد اسماعيل، والذي رغم جدارته السردية وقدرته المخيفة في الحكي، بقي مجرد كاتب كبير، باسم كبير ولكن بأحلام أكبر لم تتحقق.
بدا سعود السنعوسي في هذا الحوار مدركاً للعبة، عارفاً لفاصيل صناعة الكتاب والنجم، رغم تجاهله الخوض فيها بما قد يعتبر تصريحاً يصلح للنشر. ربما هذه اللعبة بالذات دفعته للانسياق إلى لعبة الناشر حين أخذ يصرّح أنه أصدر أربع طبعات في شهر واحد، وهو تصريح يطرح أكثر من سؤال لا سيما مع معرفة حقيقة ووضع السوق العربية وأيضاً السبل المتبعة في التوزيع. يدرك سعود السنعوسي خطر اللعبة التجارية التي قد يساق إليها على مستوى رواياته، تماماً كما يدرك خطر ذلك عليه كإنسان مؤمن بالكتابة وبأن لديه دوماً ما يقول. في ما يلي حوار حول هذه هذه المناخات داخل حقول الكتابة والرواية والسيرة والجوائز.
1- لنبدأ من البدايات، هي غالباً أصعب مراحل حياة الكاتب، لكنها في المقابل أكثر ذكرياته متعة وأصعبها استحضاراً.
■ لا يحضرني شيء مميز، تمنيت أن استحضر «خوارق» من طفولتي أتباهى بها الآن، تضفي بريقاً ما على مسيرتي. عشت طفولة عادية في البيت الكبير، بين أعمام وأخوال كثيرين. في هذا البيت كنت مرتبطاً بنحو وطيد بجدتي. أعتقد الآن أن لجدتي الدور الأهم في تشكل ذائقتي السردية، على الأقل كنت أميل وأحب حكاياتها، إلى درجة أنها جعلتني أحب الحكاية. قلت إن طفولتي كانت عادية جداً، وتكاد تكون كطفولة أي طفل عربي أو كويتي، خاصة في قراءاتي وقتها أو لاحقاً في مرحلة المراهقة بين أدب الطفل وبعض الروايات الملخصة للناشئة، ثم كان ذلك الاكتشاف الفظيع الذي جعلني أقف أمام ما يمكن للخيال والعقل البشري أن يخترعه، حين قرأت روائع الميثولوجيا اليونانية والرومانية. لقد كنت مبهوراً أمام تلك النصوص وقدرتها رغم غرائبيتها على شد القارئ وإدخاله عوالم خيال لا يمكن تصورها البتة.
أيام مراهقتي، شدني الشعر ورحت أخوض في بحوره بلا بوصلة. أقولها الآن بلا خجل، تطفّلت على الشعر حينها، ولكنني سرعان ما تأكدت أنه عالم لا يغويني مثلما يفعل السرد. ثم حاولت كتابة القصة القصيرة ولكنني لم أتمكن منها. لم أستطع يوماً أن أخوض في قصة لا أعتني فيها بالتفاصيل، بالحوارات، بتشكيل شخصياتها على نحو تفصيلي لا يليق بالقصة القصيرة. يجب أن أعترف أنني أعتبر القصة القصيرة أصعب فنون السرد، وهي تستهويني لكتابتها، تماماً كما تستهويني كتابة الرواية القصيرة. في عام 2007 خضت أولى تجاربي الروائية مع «سجين المرايا» والتي لم تنته إلا بعد ثلاث سنوات، والتي رغم فوزها بـ «جائزة سعاد الصباح»، لاقت نقداً كثيراً، سمح لي برصد عثراتي السردية وتفاديها لاحقاً حين شرعت في كتابة «ساق البامبو».
2- تحدثت عن أشياء كثيرة، لكنك تفاديت الحديث عن الهاجس الرئيس الذي دفعك إلى الكتابة، فكل كاتب يملك هاجساً ما يتراءى لنا غالباً في معظم أعماله.
■ هاجسي… كيف أصفه؟ أعتقد أنه القلق، أو لنقل أنه الخوف من الغد، خوف مطلق وعارم يتعلق بشخصي والعالم الذي أراه حولي، لذلك أشعر بمسؤولية أن أكتب ما أكتب. أدرك بالطبع أنني بكتاباتي لن أوقف ما هو مقدّر لي أو لوطني أو لأمتنا العربية، ولكنني أشعر بضرورة الكتابة رغم ذلك. طريقة ربما لأفلت من هذا القلق المزمن الذي أشعر به. طريقة ونحن نتجه نحو مصيرنا المحتوم تجعلني أشعر بالرضا نحو نفسي، فليس بوسعي إلا الكتابة.
3- الكتابة كلمة واحدة ولكنها تعني الكثير. تحضرني مقولة شهيرة لموريس بلانشو: «من يكتب يوجد في منفى الكتابة-الذي هو وطنه- حيث لن يكون نبياً»، وأخال دائماً أنها لا تشمل الرواية، فعادة ما يشعر الكاتب أنه إله في نصه أو على الأقل نبي فيه. هل تشعر بهذا حين تكتب، أم أنك تعطي نصك حرية الخيار؟
■ ليس تماماً، عادة حين أتهيأ لكتابة رواية، أكتب شخوصي كتابة ذهنية. أسجلها وأجري بحوثاً بخصوصهاً، وأتركها تعيش معي داخل رأسي أشهراً طويلة. ومع ذلك أكتشف في كل مرة أنني لا أعرف عنها كل شيء، حتى أنني كثيراً ما تفاجئني حين أشرع في الكتابة، إنه شعور ممتع بالاكتشاف والمزيد من الاكتشاف.
4- أيعني ذلك أنك تفتح لها الباب مشرعاً إلى حد أن تُملي شخصياتك الموضوع عليك؟
■ لا أبداً، فأنا لا أشرع في الكتابة إلا وموضوع روايتي وهاجسها الأول محسوم فيه.
5- كتابة شخصيات روايتك مسبقاً وإجراؤك لبحوث بخصوصها، تبرر ربما توجهك «الكلاسيكي» في الكتابة وابتعادك عن التجريبي الذي هو جوهر الرواية الجديدة أو الكتابة الحديثة.
■ صحيح، فأنا نشأت على الأدب الكلاسيكي، تأثرت بروايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وروائع الأدب الكلاسيكي على غرار تشارلز ديكنز وفيكتور هيغو وقامات الأدب الروسي، تلك الروايات التي تغوص في الواقع من خلال عدد كبير من الشخصيات، لهذا انزع إلى الكلاسيكية في كتاباتي. بالطبع يستهويني الأدب التجريبي، لا سيما ما يكتبه الأميركي بول أوستر، الذي في كل عمل يؤكد أنه غير معني بالأسلوبية السردية المألوفة، بحيث يضرب قواعد الرواية المتعارف عليها عرض الحائط ولا يبالي. أعتقد أن ذلك يحتاج إلى الكثير من التجربة والجرأة وأيضاً إلى قدر كبير من الثقة لدى الكاتب.
6- تفاوتت القراءات بخصوص روايتك الأخيرة «فئران أمي حصة» بين معجب بها ومنتقد لها. هل فاجأك ذلك خاصة بعد الاجماع النقدي الذي حازته روايتك البوكرية «ساق البامبو»؟
■ أتصور أن العديد من القراء والنقاد أيضاً، اعتمدوا في قراءتهم لـ «فئران أمي حصة» مقارنتها بـ «ساق البامبو»، وفي ذلك ظلم للعمل الجديد، فليس بالضرورة أن تكون روايتي الثانية شبيهة بالأولى ولا متفقة معها من حيث الأسلوب أو الموضوع. بشكل عام، أتفق مع مقولة شهيرة للروائي التركي أورهان باموق، الذي يرى أن قيمة العمل الأدبي يكمن في عدم الاتفاق حوله، بين الكاتب والمتلقي. التفاوت الذي أشرت إليه في السؤال، يسعدني، بل أكاد أقول أنه يحقق شيئاً من الرضا الذي لم يحققه لي شبه الإجماع النقدي بخصوص «ساق البامبو». أعود وأقول أن النقد ضروري لتطور أسلوب أي كاتب، فلولا النقد والملاحظات التي قدمت لي لمناسبة صدور روايتي الأولى «سجين المرايا»، لما تخلصت من بعض عثراتي في روايتي اللاحقة «ساق البامبو»، كل ذلك من غير أن يعتقد الكاتب أن النقد كلام مقدس لا يمكن تجاوزه.
7- ومع ذلك فلا بد من الاعتراف بحقيقة أن سنعوسي «البامبو» كان أكثر التحاماً وتماهياً مع النص مقارنة مع رواية «فئران أمي حصة». ثمة صفحات كثيرة في العمل تبدو فيها بعيداً عن نصك…
■ لا أدري، ولكن ربما تقصد في «الفصول المستقبلية» تلك التي تتحدث عن 2020. الحقيقة لم أكن وقت الكتابة قريباً جداً من أحداث تلك الفصول، على عكسي في «إرث النار» حيث شعرت بحميمية أكبر، وكنت قريباً من الأحداث. أعتقد أن السبب أنني في «إرث النار» كنت أنا نفسي بلا شك، فقد كنت أتحدث عن منطقة عشت وترعرعت فيها، بكل ما تمثله تلك المنطقة، فمثلاً حين كنت أتناول بعض الشخصيات الثانوية كنت أتناولها بصدق ومعرفة أكبر، فهي نفس شخصيات الشارع التي عرفتها في حياتي الحقيقية.
8- «فئران أمي حصة» تماماً كـ «ساق البامبو» كبيرة الحجم ورقياَ. ما سر تشبثك بالروايات الضخمة رغم أننا في عصر تُفضّل فيه الرواية القصيرة أو المتوسطة؟
■ مشكلتي أو ميزتي، لست أدري، أنني شخص مغرم بالتفاصيل. تستهويني التفاصيل بنحو غير معقول، لا في الكتابة فحسب بل حتى في مطالعتي أحب الرواية التي تمعن بالتفاصيل، تلك التي حين تصور أي مشهد لا تهمل أي تفصيل مهما كان، بشرط أن يكون للتفاصيل مبرر سردي واضح. بالإضافة إلى أنني أعتمد في الغالب على عدد معتبر من الشخصيات، أعتقد أنها عشر شخصيات على الأقل، ما يضطر العمل أن يكون بهذا الحجم، فأنا ضد أن أظهر شخصية ما وإن كانت ثانوية، أظهرها بالاسم والأوصاف ثم أتخلى عنها بلا مبرر معقول.
هنا أحب أن أعترف أن حلمي هو أن أتمكن من كتابة رواية قصيرة، أتمكن فيها من تكتيف الفكرة على غرار الكثير من الروايات العربية القوية رغم قصرها، أتمنى حقاً أن أحقق هذا.
9- في آخر طبعة لـ «مؤتمر القاهرة للرواية» دعا الروائي السوري خليل النعيمي إلى ما أسماه «أدب بلا جوائز»، كرد فعل لإعادة الهيبة للرواية العربية إثر ما عرفته الرواية «الجيدة» من إساءة بسبب حمّى الجوائز… ألا ترى أن الجوائز أساءت حقاً إلى الرواية العربية؟
■ ليس تماماً، فمثلما أساءت الجوائز للرواية فقد أحسنت إليها. أعتقد أن منظومة الجوائز ظاهرة صحية يجب التعامل معها بحذر، فالجائزة لا تضيف إلى العمل بل تدعمه فحسب. أوافق تماماً الرأي القائل إن الجوائز أحياناً تتمخض عن أعمال دون المستوى، ولكن لا يجب أن ننكر فضلها على المشهد الروائي العربي، وفضلها على بعض الأسماء والأعمال الرائعة التي لولا الجوائز لما تعرفنا إليها. قوائم جائزة «البوكر» مثلاً، لا تشمل دائماً الأعمال الأفضل عربياً، ولكنها بفضل تلك القوائم تجعلنا نقف عند أعمال هي بين الأفضل بلا شك، وما كنا لنتعرف إليها لولا قائمتي «البوكر»، ولنعترف أن «البوكر» مثلاً أو أي جائزة تعتمد على فكرة «القوائم» سمحت لنا باكتشاف أعمال وأسماء متميزة حقاً. لقد كسرت تلك الحواجز «الاستكشافية» بين جميع الأقطار العربية. أنا كقارئ خليجي، كانت حدودي تقف في أقصاها عند مصر، لقد فتحت قوائم الجائزة عيوني على أسماء وأعمال في أقطار أخرى، جعلتني أتجاوز مصر إلى كل البلدان العربية سيما المغرب العربي، وهي أيضاً أوصلتني ككاتب إلى تلك الأقطار، أصر على القول أن فكرة القوائم هي الأساس وليس الفائز.
10- الكثير من الروايات الفائزة بـ «البوكر» العربية مثلا والتي ترجمت إلى لغات أخرى، لم تلق أي نجاح في اللغات المترجمة رغم احترافية المترجمين… كيف تجد صدى ترجمة «ساق البامبو» مثلاً إلى الانكليزية؟
■ أعتقد أن الوقت لا يزال مبكراً لإجراء أي تقييم، فبالنسبة إلي لم تنزل الترجمة إلا مؤخراً، ومع هذا أجدني راضياً على الترجمة، على الأقل بحسب قراءتي الشخصية لها. أحب بالمناسبة أن أشير إلى نقطتين: الأولى أن الوجود في القائمة القصيرة لا يعني بالضرورة اهتمام الناشر الغربي بالعمل المرشح، ثمة الكثير من الأعمال العربية التي لم تصل القصيرة مكتفية بالطويلة، وأعمال أخرى لم تختر في القائمتين تمت ترجمتها وحصدت تلك الترجمات على نجاح ما. الأمر الثاني هو أن الاحتفاء المحلي بالترجمة في العالم العربي مبالغ فيه حين يرتبط بالاعتقاد أن العمل المترجم وصل إلى العالمية، فلا علاقة للعالمية بالترجمة بل باكتساح المشهد الغربي قراءة واهتماماً، وهو ما يجعلني استغرب مثلاً حين أقرأ بين الحين والآخر بعض المقالات والتعليقات المتفائلة التي ربطت بين ترجمة روايتي «ساق البامبو» والعالمية، فهي بالنسبة لي مجرد ترجمة، وأحتاج إلى المزيد من العمل للتكرّس لدى الآخر.
11- يسود الاعتقاد لدى متتبعيك، أن سعود السنعوسي غير مهتم بأي شأن سياسي أو اجتماعي في الوطن العربي. لا أحد يقرأ لك في مساحاتك الاجتماعية على الإنترنت أو حتى في حواراتك وتصريحاتك الصحافية أي رأي في أية قضية. حيادية أم سلبية هذه؟
■ لا أبداً، يفترض أن يملك الكاتب الحقيقي مواقف ومبادئ يدافع عنها، ولكنني في المقابل أجد الأمر غريباً أن يسأل أو يتحدث الكاتب عن تلك المواقف وهو مدعو للحديث عن أدبه، ثم على الكاتب أن يتحفظ إزاء بعض الأحداث والظواهر التي لم تتضح معالمها وشكلها. لقد كنت متحمساً لما عرف بالربيع العربي، الثورة الشبابية في مصر مثلاً ولكن، يقول الواقع الآن أن جميع من أبدى موقفاً أو رأياً أو حماسة بخصوص ما جرى في بعض الأقطار العربية سرعان ما ندم بسبب أن ما أبداه لم يكن إلا تمنيات لم تتحقق… لا يمكن إبداء موقف عن مشهد عربي لا يتوقف عن الحركة.
_________
كلمات
العدد ٢٦٩٠

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *