هذا الكوكب


هزار يوسف


في آخر ليلةٍ لي في هذه الغرفة الممتلئة بالأنفاس العابرة
أجمعُ بعض أحلامي في حقيبة ما،
أسافرُ الى بحرِ يافا
وأسكنُ صَدَفَة،
أنظرُ إلى حاسوبي النقّال بشغف
أقرأُ أغاني السفر،
أرقبُ منديل السيدة أم كلثوم
كلصِ حاناتٍ مبتدئ
تلوحُ بهِ مع الرحيلِ وتقول:
“لسه فاكر قلبي يدي لك أمان!”
أقتربُ إلى الشاشةِ أكثر
فجاءة، عتمة وليلٌ كثيف!
قُطعتْ الكهرباء،
أقسمُ بالعتمة
هذا الكوكب مكان خَرائي
يسرقُ الحُلمَ منكَ في اليقظة،
إذاً سأسرقُ عينك اليمنى وأذنك اليسرى
وأنظرُ إلى السماء
سأشاهدُ كواكبَ الشرقِ والغربِ بك
آخذ يدك أصفقُ بها أيضاً
أُهلوسُ مع النجومِ وأضحك
أجمعك في “كاسيت” موسيقي
أسمعك فقط… أنت فقط
وفي كل مرة أُعيدك الى البداية،
أسندُ ظهري الى الخلف
وأبتسمُ للحائط
ترقصُ مخيلتي طرباً،
فجاءة، مذيع نشرة الأخبار
حربٌ، دخانٌ كثيف!
عادتْ الكهرباء،
أقسمُ بالعتمة
هذا الكوكب مكان خَرائي
يسرقُ الحُلمَ منكَ في اليقظة.


العربي الجديد

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *