خاص ( ثقافات )
كتاب “نصوص النقد الأدبي” عند اليونان، جزء من مشروع أكبر هو ترجمة أقدم نصوص في نظرية النقد إلى اللغة العربية ونشرها بقصد دعم النقد المنهجي في لغتنا، والأصل في هذا الكتاب أنه من جزئين: جزء يشمل ما ورد في جمهورية أفلاطون وفي المحاورات وفي كتاب “القوانين” لأفلاطون، كما يشمل ترجمة لكوميديا “الضفادع” لأرسطوفانيس.
أما الجزء الثاني، فهو لا يزال تحت الترجمة، ويشمل “فن الشعر” لأرسطو، ورسالة لونجينوس “في الأدب السامي”، ورسالة ديمتريوس “في الأسلوب”.
يذكر المؤلف لويس عوض: الراجح أن أفلاطون ولد عام 427 ق. م، لأسرة أثينية تحتل مكانة ممتازة، وكان أقرباؤه من أصدقاء سقراط، ولعل أفلاطون عرف في صباه هذا الفيلسوف عن طريقهم، وأياً كان الأمر فهناك تقليد يقول إن أفلاطون دمر ما كان نظمه من قصائد وما كان قد أنشأه من مسرحيات، واتجه إلى الفلسفة والرياضة بعد أن تأثر بأفكار سقراط.
لم يكن قبل أرسطو تناول للأدب كأدب بأقلام الكتاب الأوروبيين، وإن كان هوميروس وهسيود وزينوفان وبندار وجورجياس قد أبدوا ملاحظات ذات مغزى، وربما كانت هناك رسائل قد كتبت في هذه الفترة الباكرة ولكنها الآن ضائعة، وهذه الشذرات النقدية الباكرة تستحق حقاً أن نستعرضها. فالناقد ج. و. هـ. أتكنز في كتابه “النقد الأدبي في العالم القديم”، يشير إلى الاهتمام بطبيعة الشعر ووظيفته في الفترة السابقة على أفلاطون، فيقول: أول ما يوحى بأن نظرية الإلهام كانت شائعة من قبل فيما يتصل بالشعر هو الأبيات الأولى من ملحمتي هوميروس. فالإلياذة والأوديسا كلاهما يبدأ بدعاء لربة الشعر أن توحي للشاعر بصدق المقال.
وأن ما يصفه أفلاطون في “الجمهورية” بأنه “النزاع القائم من قديم بين الفلسفة والشعر” إنما بدأ في القرن السادس ق. م بنقد الشعر والدفاع عنه على أساس أخلاقي.
ويضيف لويس عوض: حكمة أفلاطون في عمومها لا سبيل إلى إنكارها، ولكن ملاحظاته عن الأدب قد أثبتت أنها محيرة ومستفزة للأجيال القادمة إلى أقصى مدى. فمحاولة تفسير أفلاطون على الوجه الصحيح بلغة فيليب سيدني أفضت إلى تأويلات وتناقضات عديدة، وبعض هذه التأويلات والتناقضات يمكن تتبعها في هذه المختارات من أعلام النقاد. فكون جمهورية أفلاطون في حد ذاتها أثر من آثار فن التقليد، فهي مرحلة وسط كما لاحظ أرسطو بين القصيدة والنثر العادي، قد دعا إلى احتجاج المحتجين كقول ملتون: لا شك أنك ستذكر الشعراء المنفيين من دولتك، فأنت أعظمهم قاطبة، فلا بد من رحيلك عنها وإن كنت مؤسسها، ويحاول أتكنز الدفاع عن أفلاطون بتصوره في صورة المحامي المترافع الذي يدافع عن حق المدعي، وهو الفلسفة، دون أي اعتبار مؤقتاً لحقوق المدعي عليه، وهو الشعر الملحمي والدرامي.
وفي الجزء الثاني من الكتاب جاء بعنوان “المعجم الكلاسيكي”، يشير المؤلف إلى أبولو، قائلاً: أبولو أو أبولون هو النموذج الأعلى للإله الشاب ولجمال الشباب ولكن مع نضوج الرجولة. كانت اختصاصات الإله أبولو واسعة ولكن أهمها هي: الموسيقى والرماية والتنبؤ والطب ورعاية قطعان الماشية والغنم، وأحياناً يشرف على الزراعة.
وفي الأسطورة أن أبولو ولد في ديلوس، وأن أول مغامرة قام بها كانت قتله بيثون، وهو تنين رهيب. أما عن غراميات أبولو العديدة فأشهرها حبه لكورونيس أم الإله أسكولاب إله الطب.
وعن “أنا كساجوراس” يقول: أنا كساجوراس هو أول فيلسوف سكن أثينا، وأصله من كلازومينا. قامت فلسفة أنا كساجوراس على رفض مذهب الصيرورة على غرار نظرية الفلاسفة الإيليائيين، وعلى غرار نظرية الفيلسوف أمبادوقليس، وكذلك قامت على رفض نظيرة الفراغ. وقال أنا كساجوراس بأن تعدد الموجودات ناشئ من تعدد أساسي في الوجود وتعقد شديد في طبيعة المادة.
ويشير المؤلف إلى تيودور، قائلاً: تيودور فنان يوناني عاش حول 550 ق. م، وقد ورد أنه صنع كأساً فضية لكرويسوس وختماً من الزمرد لبوليكرات. قيل عنه إنه مخترع المسطرة والمخرطة والروافع، وأنه استحدث بالتعاون مع رديكوس فن صناعة التماثيل وصبها في البرونز والحديد.
أما عن ربة الشعر فيقول: ربة الشعر باللاتينية (Musa)، إحدى ربات تسع كان اليونانيون يعتقدون أنهن يلهمن الفنون والأدب ويسمونهن (Musae) جمع (موسا)، وهو لقب كل منهن. وهن بنات زيوس كبير الآلهة من مينموزينا (الذاكرة)، وهن يغنين ويرقصن في احتفالات الآلهة والأبطال، وغالباً نجد أن أبولو يقودهن في الغناء والأساطير حولهن.
وعن قنطور يقول المؤلف: القناطير أو القنطورات جماعة من الوحوش البرية يظن عادة أن لها رؤوس الإنسان وأجساد النخيل. وكانت تعيش في الغابات وعلى الجبال في إقليم إيليس وأركاديا وتساليا، ويصفها هوميروس بأنها حيوانات في “الإلياذة”. وكان لبعض أفراد القناطير أساطير خاصة بكل منهم. فالقنطور نيسوس عرض أن يحمل ديانيرا عبر نهر أوينوس، ثم حاول اغتصابها كما جاء في الشاعر أرخيلوكوس، فقتل هرقل القنطور بسيفه أو بسهامه، وقبل أن يموت نيسوس أعطى ديانيرا الثوب الذي قضى فيما بعد على حياة هرقل.
وفي الخاتمة يشير المؤلف إلى هيكاتا، قائلاً: هيكاتا ربة قديمة من ربات التربة أو العالم السفلي.
وعن أبولودوروس في أثينايوس كان القربان الذي يقدم لها نوع من السمكة هو تريجلا، أما منشؤها فعامض. وكثير ما يخلطون بينها وبين الربة أرتميس ربة الصيد والطراد بسبب تداخل اختصاصها إلى حد ما، وبالربة سيلسنا ربة القمة أيضاً. وعند بعض العلماء أنها كانت ربة القمر. وعند غيرهم هذا الرأي مرفوض لأن اليونان لم تقم بينهم عبادة لربة القمر.
يشار إلى أن كتاب “نصوص النقد الأدبي- اليونان” دراسة وترجمة: لويس عوض . صدر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة . ويقع في نحو 508 صفحات من القطع الكبير.
وكالة الصحافة العربية