تنثر ثيابها على حبلي الشوكي


*علاء عبد الرحمن

خاص ( ثقافات )

درس خصوصي !
تعلّمت البنتُ الصغيرة
كيفَ تسحبُ الهواءَ للداخلْ
ليكبرَ نهداها
تعلّمت البنتُ الصغيرة
كيفَ تضعُ ظــِـلاً لأحبالِها الصوتية
على سطحٍ من صفيحٍ ساخِنْ
ليصيرَ لها رنينَ الفضّة
تعلّمت البنتُ الصغيرة
كيفَ تضعُ الرصاصة
وسطَ كلمةِ: أووووووووووه
حينَ تستديرُ شفتاها
وتتركُ لقلبي بقيــّـةَ المسألة
ليصيرَ من الشـُّــهداءْ !
يا رفاعي.. مدَدْ …
أدمنتُ عشرتها
(حلقاتها الذهبيّة كاملة الاستدارة
التي لا تبلغ الثلاثين حلقة فتشعرني بالملل كمسلسلات التليفزيون
وسيقانها الرشيقة التي لا تخشى البلل ولا لسع النار)
تمشي كلاعبي السيرك البسطاء في أحدِ الموالد
على حائط أو حدٍّ رفيع لسكّينٍ متّسخة ببقايا أرنبٍ مسلوخ
قد تقف هنيهةً لتفكّر ربّما في مسألةٍ كونيّة
وربّما في تكوين جديد يخرج عن النمطية
لممارسةٍ حبيبين على جسرٍ مهجور في ليلٍ القرية المسكون بالروائح والآهات المكتومة
ولا تنسى أنها لا بد أن تأكل وتشرب في كل الأحوال
فتكوّن فرق الكوماندوز من بين أشدّائها الذين لا يعرفون الخوف
فينفذون من ثقب الإبرة بحمولتهم الثمينة
قادمين من الإسكيمو أو خطّ الاستواء
كان يعشقهم (الرفاعي) ويمنع تلاميذه ـ الحمقى منهم ـ
(عادةً ما يكونون جدداً برؤوسٍ مفروقة الشعر) من سحقهم بأحذيتهم الصلبة
وكان يغمضُ عينيه مبتسماً حين يمارسون الرقص
وطقوس الربيع
منها وضع البيض بِحرَفيّه في ثقوب جلده الأسمر
الذي يؤوي الآلاف من شركائها في السلالة ..
وشعوباً أخرى
(كان جلده الأسمر وقلبُهُ الطيّب قارتين يربطُ بينهما بحرٌ من اللآلئ وحبّات النبيذ التي اختبأت في قشرة العنب)
كان يمشي هوناً أو يجلس في شمس الظهيرةِ الشتويّة
فتسقطُ عنه البراغيث المضيئة والصراصير الضاحكة
(جدّات شُركائي في الحجرة .. والأحلام(
تنشد الشعر وتعزف على آلاتها الموسيقيّة الهشّة
في تناغم مدهش لا يسمعُهُ إلاه !
وأنا.. وجدراني المملوءة بحفرٍ رطبة !!
الحـديقة
كتابٌ في يدها اليمنى
ونظّارة الشمس على فخذيها
فوق التنّورة الحمراء
وأصابع يدها اليسرى تكتبُ شيئاً على خـُصلتها
فتمحوه الريح
ولكنّها لا تملّ الكتابة
وأنا كذلك أحمل سلّة الفاكهة
التي يشتريها منّي الأطفال ذوو الأجنحة البرتقاليّة
ولا أملّ الدقّ على باب الجنّة في عينيها الذهبيتين
ولكن سيّدنا “رضوان” كان في إجازةٍ طويلة
أطول من شعرِها الذي يبلع رابية الوركينْ
________
*من مجموعة: تنشر ثيابها على حبلي الشوكي

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *