لا معنى لهذه الحرب البائسة


*هيفين تمو



خاص ( ثقافات )
سوى أنها بقيت وحيدةً اتخذت من مشيتها تلويحةً أرهقها النعاس 
بقيت وحيدة ً معلقة ً بوجه ٍ نسيَ نصفَ حقائبه ِ على رصيفٍ ما
وأنا لا أملكُ سوى ثلاثين وردةٍ وأكثر
معلقةً ببالونات ٍ ورقية أدمنت البكاء في فضاء ٍ مشغول 
يحقُ لي أن أكتب عن الحياةِ يا أبي 
عن بكائي الأخير 
عن ضحكتي التي سقطت عمداً عند سور قبرك َ
عن ذلك الفرح كيفَ يبدو مضيئاً حين اصطادَ لحظاتٍ جميلة من ألبوم صور عائلية 
يحقُ لي أن أكتب عن الحب وأخفيه من ذكرياتٍ مقصومة الظهر 
من حزنٍ يسترسلُ بوحشية في عرُي أحلامي 
يحقُ لي أن أستضيفهُ وأخفيه في عُلية بيتي
وأفُرغ رأسهُ من ثرثرةِ نساءٍ حمقاوات
من جرحٍ صغير جالساً في أكثر زوايا القلب يبوسةً 
يحقُ لي أن أخفيه قبل أن يتآكل بشفاهِ المارة 
ويحقُ له أن يكونَ رائحةً مبللة بالريحان تفوحُ من امراة ساذجة 
كانت تعتقدُ أنه يتمطى داخل دائرة فارغة 
يحقُ له أن يضع قدما فوق قدم 
ويشطر القلب بأبتسامةٍ أنيقة تضجُ بها الروح 
يحقُ لي أن أكتب عن تلك البلاد 
حين تبدو حزناً لا تجُيد السيرَ فيها 
حينَ تدرك الأحلام الجافة أننا مجرد عابري سبيلٍ
لبلادٍ هيأتنا للحرب بحقائب سفرٍ و حكاياتٍ متسخة بالوداع 
لا أملكُ من الحرب شيئاً يا أبي 
سوى بكُائي الأخير 
وضحكتين أضعهما أملاً 
على صدري ليمرَ المنفى وحيداً
———-
شاعرة كردية سورية 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *