*أسماء يس
خاص ( ثقافات )
ليس في وسعي، وأنا المؤمنة بشيء للمرة الأولى، إقناع أحدهم، ربما سأردد كثيراً بصيغة الأمر: صدِّق. ومرة بصيغة التساؤل، ومرة مثل ببغاء ملوَّن متكلم.
أنا لا أملك كتاباً مقدساً، ولا أعرف بعد أن “من شاء فليكفر”. يقع حديثو الإيمان في تلك الأخطاء.
على خلفية موسيقية لفيلم الفك المفترس أنا مستمرة في إيماني، أمام المائدة، وأنا أمضغ بحذر لئلا أصيب ضرساً مكسوراً، وحين أمرق كي لا تقتلني العربات على الطريق السريعة، حتى وحين لم أعد أنظر في المرآة.
زمان على صخرة إسمنتية بخطاف معدني صدئ جلست في كل الليالي، وحلمت كثيراً، ثم توقفت عن الحلم، وانشغلت بالنوم أكثر، مررت بالشارع الذي كان ندى المرور فيه فجراً يرعش فقرات ظهري، لم يكن ثمة ندى، لكن تذكرت، وابتسمت على أية حال، نمت على سطح الماء وتركت نفسي، ولم أهو.
هذا الصباح تذكرت مجدداً أنني شخص كلاسيكي، حتى لو تركت أمي وأبي، وجئت إلى بلدة لا أحبها، وظللت أحبهم، وظللت أقبِّل يد أبي كلما رأيته، وظللت أفكر أنني لن أعود إليهما كذلك.
عالقة في هذا النفق، لست من كنتُ ولست ما أنا الآن. لا أحد يعرفني حقاً، ليس إلا هذه الدرجة العميقة من الإيمان، التي وسعت السماوات والأرض، ولا يؤودني حفظهما.