عبدالستار ناجي
حينما كتب الروائي الأميركي اندي واير روايته “المريخ- أعيدوه إلى المنزل” لم يجد من ينشرها له، فاضطر أولا إلى نشرها على موقعه الخاص. وحينما تزايد عليه الطلب نقلها إلى موقع “أمازون” مقابل دولار واحد لنسخ النص الروائي الكامل، عندها التفت إليه العالم ليأتيه اتصال المخرج والمنتج البريطاني ريدلى سكوت الذي كان وراء العديد من التحف السينمائية، من بينها “الغرباء” و”بوابة الجنة” وغيرهما. من أجل تحويل الرواية إلى عمل سينمائي كتب قصته السيناريست درو غودار، وله أفلام هامة، من بينها “الحرب العالمية زد”.
يذهب فيلم “المريخ” بنا إلى حكاية ذات دلالات عميقة، حيث نتابع حكاية رائد الفضاء الأميركي مارك “مات دامون” الذي يجد نفسه وحيدا على كوكب المخرج حينما اضطرت عناصر فرقته إلى مغادرة الكوكب الأحمر إثر عاصفة اجتاحت المريخ، عندها تبدأ محاولات مارك للبقاء على قيد الحياة اعتمادا على ما تبقى لديه من أغذية ومعدات.
وهنا تبدأ الحكاية الأساسية حول إمكانية العيش على الكوكب الأحمر، حيث يحول مارك المحطة الفضائية التي تم بناؤها على المريخ إلى ساحة للتجارب، يبدؤها بالزراعة والاعتماد الذاتي على قدرته من أجل البقاء على قيد الحياة، وصولا إلى إصلاح المحطة الفضائية، وأيضا أجهزة الاتصال مع الأرض عبر رحلة تؤكد مقدرة الذات البشرية على تحمل المصاعب وتجاوز أصعب اللحظات والظروف.
ويدهشنا كعادته المخرج الكبير ريدلي سكوت بالموضوع المحوري الذي يذهب إلى مناقشته، حيث يحول المغامرة الفضائية إلى قيمة إنسانية ومقولات تتحدث عن إمكانية الحياة على كوكب المريخ رغم كل الظروف والمصاعب والتحديات.
ويعمل في الفيلم، إضافة إلى مات دامون، كل من كاثي مارا وجيسيكا شاستون وشوتيل اجفور الذي حل مكان النجم الهندي عرفان خان الذي كان مرشحا لتجسيد شخصية “كابور”، ولكن ارتباطه المسبق أحال الشخصية للنجم الأسمر أجفور الذي شاهدناه في فيلم”12 عاما من العبودية” .
ومن الأشياء التي تدهشنا في فيلم “المريخ – أعيدوه إلى المنزل” الأماكن التي صور بها الفيلم، وبالذات الصحارى الحمراء، حيث صورت المشاهد الخارجية في صحراء رام في المملكة الأردنية ضمن خدمات إنتاجية عالية المستوى، إضافة إلى جمهورية المجر.
ويبقى أن نقول: فيلم “المريخ – أعيدوه إلى المنزل”.. السينما تتنبأ بالمستقبل.
العربية نت