يشكل هذا الكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ويقع في 456 صفحة من القطع الكبير، دراسة في نشوء المفهوم وتطوره جهد لمدة أربع سنوات في استقصاء المظان التاريخية الأصيلة المتعلقة بنمو مفهوم العلمانية البريطاني وتطوره، وجذور الحركة العلمانية البريطانية، وأول دراسة تاريخية عربية تتابع وتفكك تاريخية مصطلح العلمانية Secularism البريطاني واتجاهاته الفكرية والمفاهيم المرتبطة به؛ فكثيرة هي الأعمال التي كتبت عن التجارب العلمانية في الآونة الأخيرة إلا أنّ فهم المدرسة البريطانية جزءٌ مهم ومتمم في فهم صيرورة تشكّل العقلية العلمانية الأوربية في زمن كانت فيه بريطانيا قائدة للعالم الرأسمالي ومنبعاً للمدنية بأبرز تجلياتها. الكتاب الحالي يكرّس الدعوة لفتح المجال في عقد مقارنة المدرسة العلمانية البريطانية مع المدارس العلمانية الشهيرة الأخرى كالفرنسية والأمريكية والتركية، ويساعد في إماطة اللثام عن تساؤل ملح طالما كان يطرحه متابعو مصطلح العلمانية: هل العلمانية ندٌ للدين أم حركة تصحيحية وإصلاحية ولدت من رحم المجتمع المدني وواقعه؟ قراءة هذا الكتاب ستساعد في تبديد هذا التساؤل بعيداً عن المتخيل المسبق والمتسرّع.
يتكون الكتاب من 4 فصول هي :
الفصل الاول : الجذور التاريخية للنزعة العلمانية البريطانية – المرتكزات الأولى 1593-1837.
الفصل الثاني : الاتجاهات والمظاهر العلمانية منذ مطلع العصر الفكتوري عام 1837 ولغاية تأسيس الجمعية العلمانية الوطنية عام 1866- نشوء المفهوم والحركة العلمانية ونتائجها .
الفصل الثالث : العلمانية البريطانية منذ تأسيس الجمعية العلمانية الوطنية عام 1866 ولغاية النزاع العلماني من أجل التمثيل السياسي عام 1880- مرحلة الانتعاش العلماني .
الفصل الرابع : اتجاهات العلمانية البريطانية منذ النزاع العلماني من اجل التمثيل السياسي عام 1880 ولغاية نهاية العصر الفكتوري عام 1901 – مرحلة الذروة والتنوع .