*محمد أبو عرب
خاص- ( ثقافات )
عنق
لا شيء يستحق أن أعلقه في عنقي
خاتمها رميت به غيمة فالتهمه البحر
سوارها غاب بعد الرحيل
حتى اسمها يبدو ثقيلاً على صائغ ماهر
لا شيء امنحه عنقي ليبقى قرب القلب حميماً كأعشاش البلابل
اسمي كان لنبي
واليوم صار لكل الطغاة
مفتاح بيتنا البعيد سرقه جدار جدتي
وكان ثقيلا كجثة رفيق القتال
خارطة البلاد بكامل الشهداء
أمْ رسالة قديمة لعاشق مريض
كلاهما شاحب في التعب
وأنا بلا ورد أسير لأكرم القتلى
لا شيء يصلح ليكون طوقا
لا شيء
حتى الكلام المقدس صار نحيباً للجنائز.
_________
نهار
كيف يمر النهار عليها؟
كم مرة يمرر الضوء يديه على النهد وهي تعدّ الفطور
وكيف يسيل عرق النحر نحو بخور اللذة
وهل حين ترفع شعرها عن طحين الخبز
تتمنى النوافذ لو أن لها يدين
..
كيف يمر النهار عليها؟
وحيدة في البيت
يخاتلها ثوبها ويشف عن غنج المشي وانحناء الخصر
يفيض أصيص الورد برائحة الشمس
تمشي كما تنمو الحناء
هادئة
خضراء
بلا خوفٍ أو ألم
حينها يقول الكرسي: “كفاكِ مشياً كفاكِ”
..
كيف يمر النهار عليها؟
الهواء طري في البيت
ومن شرفة عالية يطل البحر على يديها وهي تدعك ساقها اليسرى
فيفيض قبالة شاطئها ماءٌ
ويفيض في الغرفة ضوء
ويلقي الباب يديّه على كتف المفتاح
ويقول:كم كان قبحاً حظي، ماذا لو كنت المقعد.