نهار اخر…!


بسام جميل *

( ثقافات )

بالامس فقدت نصف لساني .!
نصف المجاز
مر ليل طويل طويل .
مر ليل طويل حاذرت فيه أن أعطس او حتى تطلع ولو اهة انين تشق صدري رغما عني . كل هذا خوفا من ان أخسر أسناني فلا يتبقى لي ما أشده على صبري القليل .
زفرت و لهثت بصمت حد الوجع ! .
تؤلمني قصبات الصدر .
وجع يرفض ان يتزحزح قليلا او يختفي فجأة ليغيب .
حسنا .
بدأ أخي صباحه بشكوى من صداع شديد .
تذكرت دوري : علي الصمت ، هي نصف ساعة و يبدأ مفعول دوائي . ليكن أحدنا بخير !. أليس هذا ما على الفجر أن يعلنه وهو يغلق الباب بقوة خلف ليلة ؟!
هات وخذ ايها الصباح .
لعلنا نتصالح او ربما سنتواطىء بما سنعرفه معا عنا .
ستختلف نظرتك لي . اعرف هذا ، فأرى نفسي من جديد في فجر ضوءك .
هات وخذ . ثمة تبادل ادوار بيننا .
عزف ضوئك المنفرد لن يجدي بلا عين او أذن كما هو الحال هنا ، فاضطراب يدي باصابعها الراعشة هذا الصباح لن تجد نفعا امام خيوط ضوئك دون نقر على الصفيح ! .
اعترف : جل ما اخشاه هذا اليوم يستوجب أن أهبك كل ما املك : . ليس هبة بل دينا وجب علي تسديده الان . اعتراف صريح لا لبس فيه ، اذ أن ما امل ان تقدمه هو تماماً ما احتاجه !.
ان ينزاح الوجع قليلا من صدري ، او يسكن صداع اخي ، لكن الرؤية واضحة امامي .: يدك تعطي ، يدي ستسدد دينها بلا اصابع تجيد الضغط على الزناد . اصابع راعشة .
هل سأعتاد الأمر ؟ .
اعرف ان كثيرا مما أريد كتابته هنا لا يجد النبض بين أصابعي فيولد ناقصا . حينها علي التزام الصمت او التغاضي عن الهفوات أمام فكرة ضاربة تشق طريقها للهنا حيث ضوءك وحده يعتلى وجه النهار , وحيث سبابتي ستضغط ، ربما ، اقول ربما ، لخف الوجع قليلا ، لكن ما يشدني للخلف دائما هو ذاته ما يدفعني للامام البعيد الذي أخشى من الوصول إليه .!.
الوجع اعني وجعي الذي لابتزحزح او يغيب او يختفي ، لا يشبه الألم بشيء , تماماً كالفرق بين تفاحة آدم و ضوءك الذي يعتلي وجة النهار !
لذا لا اجرؤ على النظر في المرايا . !
ستشعر بي . اقول لا بد من هذا ، ستشعر بارتعاش النبض وستمسك باستدارة الحرف . ربما ستهدأ يدي ، اعني ارتجاف يدي و ستعرف أن الظل افتعال يشبه حركة رمش عين تحاول النظر حولها وضوؤك وحده يعتلي وجه النهار .لا. لا تبحث بعيداً فأنا الأقرب ، أنا الأقرب من خيوط ضوئك هذه , فقد شاء الهوى رغبة سرية دفينة في عتمة نهارك هذه ، أما الأثر ، الاثر وحده هنا بين ضلعين تلوى ثالثهما تماما كربطة عنق فزاد اختناقه اختناقا ووجع صدر يرفص ان ينزاج او يغيب فانتظر وخيوط ضوئك تمتد وتنتشر في الفضاء غير غابئة بما تخلفه وراءها هنا في صدري ، او صداع اخي المزمن . فأترجح بأرجوحة الوقت التي تميل لمنطق النقيض في احتمال الالم ، الالم الذي يشبه ان ترسم الوطن الغائب فيدركك غيابك في حضوره .
تتبعني الأشياء .
تتبعني الاشياء او اتبعها ، لم اعد اميز شيئا ! .
يمتد ضوء الفجر ليصبح نهارا جديدا يطلع .
وحده يبقى وجع صدري الذي يرفض ان ينزاح قليلا او يختفي او يغيب هل سأنتظر فجرا اخر دون ان تتبعني الاشياء ؟!. . .

* قاص من سوريا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *