عبد الكريم أبو الشيح
خاص- ( ثقافات )
سأكتبُ خمسين نصّاً بنصِّ ونيْفْ
وأسكن بيت القصيدِ
على ضوء حُبٍّ
وزيتونتينِ
وهمسةِ طرفٍ وطيفْ
وأوقدُ بعضَ الحنين على سروة الوقتِ
كي لا يَضلَّ مُحِبٌّ عن الحِبِّ
إنَّ ضلال المحبِّ عن الحِبّ حيفْ.
وإني سأعقد فوق نواصي الكلامِ
الحروفَ مقاماتِ وجدٍ
يتوق ويرقى إليها الوليُّ
على حدِّ وِردٍ
بطرفٍ خفيضٍ وقلبٍ رُهَيْفْ.
سأكتبُ خمسينَ عمراً بنصٍّ ونيْفْ
وأوقظُ شهوة هذي البلادِ
لقوس الحياةِ
بنبضٍ خفوقٍ
يفيض على سهل حورانَ يجمَعُ كلَّ الفصول
على كفِّ طفلٍ
تعلّقَ أهدابَ سنبلةٍ ذات صيْفْ
سأكتب خمسين نبضاً لحورانَ
هذا المبللِ بالسقسقاتِ صباحاً
وبالأدعيةْ
وأُشعلُ بين يديه حقول ابتهالي شموعاً
تضيء الذي خبأتهُ السنابلُ من مُغرياتِ الحكايا:
صبايا
يرتبنَ أحلامهنَّ على شرفة الوقتِ
يغسلنها بارتعاش الندى فوق خدّ الصباحْ
وينطُرنَ ما قد يجيءُ به ذات وعدٍ
بريدُ الرياحْ.
فتىً يقطفُ الغيمَ يودعهُ في المرايا
وشاحاً يزيّنُ صدراً به زاجلانِ
يرفّان شوقاً
وينتظران هطولَ الحبيبِ
على برعمٍ نابضٍ في الحنايا
فتىً يقطفُ الغيمَ يرسمُهُ بيدراً من حنينٍ
ونايا
يَفيضُ أهازيجَ طرزها الوجدُ والحلم والأمنياتْ
فتىً يقطفُ الوقتَ يحلمُ بالمرأة السنبلةْ،
يغنّي لها ولَها:
لحوران كلُّ الفصول تجيءُ
محمّلةً بالنذورْ ؛
خواتيمَ عشقٍ،مناديلَ طرّزها الشوقُ ،
مسبحةٍ للوليِّ المُقيمِ على شرفةِ الحقلِ في مقام البذورْ.
لحوران كلُّ الفصول تجيءُ
تَوضّأُ في أرضه بالندى
وتعرجُ فوقَ بساط البخورْ:
شتاءٌ
به لحورانَ…لكنّهُ يَشرَقُ
يرى في البعيدْ
صبايا
يبعنَ الضفائرَ مَن يَطرُقُ،
جراداً
حقولاً تفرُّ…
يريدُ الغناء لحورانَ…
لحورانَ…حورانُ يا سادتي الأوليا يغرقُ