أ ش أ
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار, أن تاريخ أقدم قناة صناعية على وجه الأرض سجلتها لوحات تذكارية خالدة منذ عهد سنوسرت الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة الذى حكم من عام 1887 إلى 1850 ق.م.
وقال, إنه تم تسجيل هذا الحدث العظيم على لوحة شهيرة منحوتة على الواجهة الخارجية للجدار الشمالى بمعبد الكرنك, تصور الملك سنوسرت يقف بعربته الحربية بمدينة ثارو (القنطرة شرق حاليا) وقد أقيمت له أقواس النصر, وافتتح القناة فى الشهر الثانى من فصل الفيضان فى العام الثانى عشر من حكمه بعد انتصاره على قبائل الشاسو والرتنو والأقواس السبعة.
وأضاف أن تلك اللوحة تسجل ما قام به قدماء المصريين من تخطيط وحفر أول وأطول قناة صناعية على وجه الأرض تربط البحرين الأبيض والأحمر والتى تربطها فى نفس الوقت بممر مائي يصلها بنهر النيل عند مدينة منف.
وأوضح أن بردية أنسطاسسي الأول وصفت رحلات سيتى الأول ثانى ملوك الأسرة 19 الذي حكم من 1319 إلى 1300ق.م والذى أعاد حفر قناة سنوسرت التى أهملت فى نهاية الأسرة الثانية عشرة وبها رسومات للقناة بشاطئيها والأشجار التى زرعت لتحمي ضفتيها من زحف الرمال والعواصف التى تتسبب فى هدمها وحفلات استقبال الملك سيتى الأول منتصرا من البلاد الآسيوية عند عبور القناة عند قلعة ثارو التى كانت موقعا لإقامة الأعياد المقدسة لافتتاح القناة منذ عهد سنوسرت الثالث.
وتابع ريحان أن لوحة داريوس الشهيرة المحفوظة بمتحف الإسماعيلية سجلت ما قام به الملك دارا الأول ثانى ملوك الأسرة 27 الذى حكم من 522 إلى 485ق.م من أعمال حفر هذه القناة وتاريخ افتتاحها وقد أقامها بالقرب من البحيرات المرة ولما تم افتتاح القناة أبحر بها أسطول مكون من 32 سفينة محملة بالتجارة والغنائم وهى لوحة من الجرانيت الوردى طولها 310سم عرضها 76سم وضعت فى مناسبة إقامة قناة تربط بين البحر الأحمر وشمال خليج السويس وتتجه شمالا لتمر فى البحيرات المرة ثم غربا حيث وادى الطميلات كى تصل منه إلى البحر المتوسط .
وأشار إلى أن هذه اللوحة كتبت بأربع لغات قديمة هى المصرية القديمة والفارسية القديمة والأوكدية والبابلية (الخط المسمارى) وتعد هذه اللوحة من أربع لوحات تذكارية أقيمت على طول القناة فى تل المسخوطة والشلوفة وكبريت والسويس.
ولفت إلى أن أعمال حفر قناة السويس ارتبط بأعمال حفائر قام بها الأثري الفرنسي جون كليدا بمنطقة القناة وشمال سيناء عام 1914, وكشفت عن كنائس هامة فى طريق العائلة المقدسة بسيناء بمنطقة أوستراسيني (الفلوسيات) فى الطرف الشرقى من بحيرة البردويل, كما كشف عن لوحة نادرة ورائعة الجمال من الفسيفساء طولها 485 سم عرضها 300سم عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة جون كليدا بأحد القلاع قرب تل أبو غانم التى بناها الإمبراطور تراجان فى القرن الرابع الميلادى.
وأضاف أن اللوحة تحكى أسطورة مقسمة لثلاثة مناظر الأول يمثل سيدة تدعى هيدرا تجلس فى قصرها وترسل خطاب غرامى إلى إبن زوجها هيبوليت عن طريق خادمها تروفيس وقد رفض إبن زوجها طلبها فوشت به فأرسله أبيه إلى الغابات ليعاقبه, وفى المنظر الثانى مناظر عزف على آلات موسيقية, والمنظر الثالث نقش باليونانية محاط بالحيونات, ويشير هذا النص إلى أن الإنسان لابد أن يتجنب شرب الخمر حتى لا يرتكب المعاصي وتتميز اللوحة بجمال ألوانها ومناظرها ويشرف متحف الإسماعيلية باقتناء هذه اللوحة ذات الشهرة العالمية.