حـكْيٌ آخـر


*سـالم وريثـة

خاص- ( ثقافات )

في حكْيٍ آخرْ قِيل :
سمِعْنا نحيبَ النهْريْن ، 
سبْيًا أعْرجَ ، 
جِنْكِيزًا سَيَمُدُّ الآياتِ الحُمْرَ ،
رَجْعَ حبيباتِ اللّهِ ،
عوْدًا أو عوْدًا آخَرْ .
ـ هذا زمَنٌ دائرْ 
كتَبُوا هُمْ في حكْيٍ آخرْ : 
نحنُ نفْتَحُ بابَ الغيْمِ و نسألُـهُ 
و نغنِّــــــــــيـهِ
و لَنَا سرٌّ فوق الماءِ نقْدَحُـــهُ
و نُسَمِّيــــهِ .
قالُوا : هذا زمنٌ عابِرْ 
( في الحكْيِ الآخَرْ ) 
قرَأوا و قرأْنَا : 
جلْجامِشُ يسْري على خيْلٍ أبديّهْ ،
و شرائعُنا امتثَلَتْ 
لِلنّارِ ، و حديدِ النّارِ ،
لقدْ ثمِلَ الكوْنُ المحْفُوفُ بِهالاتِ الخلْقِ 
و العرشُ امتدّتْ ساقاهُ على لُجَجٍ مخْفِيّهْ 
و سفينةُ آخِرِهِمْ غرِقتْ في حزنٍ كوْنِيٍّ و اشتدَّ 
عليها الغزْوُ 
و هدّدَهَا كُرْهُ وثَنِيٌّ 
فَهُناكَ اعْتصَبَ النّاسُ و احْتَرَبُوا .
في الحكْيِ الآخَرِ قِيلَ :
انْزَاحُوا عنْ قَلَقِ الرَّبِّ ، 
و انْتصَبُوا ،
في كُلّ قُراهُمْ شمْسٌ ناقصةٌ 
و وُعُودٌ ذابلةٌ كالخلْقِ ، 
بِلاَ قلَقٍ هادِرْ .
قَالُوا هذا في الحكْيِ الآخَرْ .
هذهِ لُعْبَةُ نَرْدٍ :
لمْ تُفْلِحْ كلُّ قوافِلُنا 
و سُلالُتُنا اشْتقّتْ لُّغَةً ،
أثِمَتْ هذِي اللّغَةُ المقْهُورَةُ .
هلْ سَتُسَمِّينا عودًا أو عوْدًا آخَرْ ؟
قُلْنَا :
نسْمَعُ هَبّةَ ريحٍ ثانِيَةً 
و نجُسُّ المجْدَ ، يقينَ المجْدِ ، نُدَبِّرُ 
رائحَةً أخرى لِلنّهْرِ 
و نقُصُّ عليْنا حديثَ الصّمْتِ ، 
سيكْفِينَا صمْتٌ أعْلى ، أعْلى مِنْ 
لَكْـنَـتِهِمْ ، أعْلى 
مِنَ الرُّبْعِ الخالي ، أعْلى 
مِنْ وعْدٍ غابِرْ .
كتبُوا ، غابُوا 
( في حكْيٍ آخَرْ )
كتبُوا، غابُوا
قُلْنا :
نفتحُ بابَ الغيم و نسألــــهُ
و نُعرّيـــه 
و لنا سرٌّ فوق الماء نقدحُهُ 
و نُسمّيهِ
مثل الأنباء الأولى 
( سنجْعلُ للصّرخات لسانًا )
طلْسمُنا رفّاتُ القول 
إذا خُصِيَتْ لغتي 
و اسْتعْجَمَتِ الأوقاتُ 
وسبَّ النارَ حديدُ النارِ 
أ لَنْ نعِدَ الماء ؟
أ لَنا شبَهٌ في الحكمة و الملكات 
لِندخلَ ثانية جهةَ التأويل 
فنشبهَ كلّ هويّتنا ؟
و نزاوج بين بين الله و طين الله ؟
أ إنجيليٌّ ظلُّ سلالتنا 
كسُرُوبٍ هاربةٍ بين الخلق ؟
لوْثةُ مَنْ هذه 
في الشام 
على بغلٍ ترْكيٍّ ترْقصه الفتوى ؟
أ ” يزيدُ ” هناك بلا ” لاءاتٍ ” ؟
( أنْبِئهم أنّكَ رحْبٌ )
أنّ بلادك ضيقةٌ
و خيولك قد حملتْ وزرَ التاريخ 
سيرجع نبراسُ نخلتنا في الجنوب 
و ترقبنا كنعانيّةٌ عند سفْح الحنين 
و نرتع ، نحن سنرتع 
في فلوات الحقيقة ، نصنع 
ما تصنع الملحمه
نحن إرثُ البداية ، نجرحُ معنى اكتمال العواصف 
نسأل عن مفرده
قاب قوْسيْن من صرخة ضامئه 
( أنْبئهم أنّك رحبٌ )
أنّ مزامير اللغة المقهورة حبلى 
أنّك أعلى 
أنّ ندوب الخلق قد انفتحتْ 
و بِنا كلّ الغزوات ، بِنا 
ما في الحزن الشاميّ على نخلات الشام 
فُراتيَّ الأورادِ ترجّلْ
أنْبِئهم أنّا 
بعد الصحراء الأولى سنبحث عمّنْ يسمعنا في الصحراء الأولى ، عن هسهسة أخرى ،
عن أهل الله ، و نبحث عن خبر الأشياء وراء الربع الخالي ، 
و عن الجمر المفقود و عن طفح الخلجات،
……………………
و ما في الحكي الأوّل .
___
*شاعر تونسي

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *