أرستقراطية الثقافة .. بين القبول والرفض!


د. علي حسون لعيبي

ما هي نوعية الثقافة التي نريدها ؟

الثقافة عالم متنوع من المعلومات.. يوازيها ترجمتها في أرض الواقع. والمثقف الحقيقي هو من يمتلك أداة التأثير لكي يجمل ويغير السلب الى إيجاب.
وفي سنوات مضت كانت الثقافة تحمل نكهة التواصل بين المثقف والمجتمع بشكل طوعي غير مستبد أو مفروض لأنها بعكس ذلك تفقد محتواها المجتمعي والحياتي. وبرز الكثير من المثقفين من أوساط وطبقات وشرائح شتى واختلف تأثيرها بشكل نسبي بين مؤثر حقيقي وآخر شكلي.
وشهدت ساحات العمل السياسي مطاردات فكرية عميقة قادتها ايدلوجيات مختلفة تبعا لمنبعها والاطر النظرية لها، فمن امتلك وقائعها بشكل صميمي كانت له الغلبة. وأيضا كان مقياس مصداقيتها درجة انتشارها بين صفوف الناس.
ويبدو أن مصطلحات ثقافية كثيره غادرتنا بفعل التأثير العولمي الذي أحدثته ثورة المعلومات والذي أصبح غزوا ثقافيا منظما مقبولا او مرفوضا، لكنه بفعل وسائل الاتصال تصل حتما. ومن هذه المصطلحات الجماهير، الثورة، المؤامرة، الثقافة الجماهيرية، والكثير الذي بات متغيبا او غادرنا بفعل دخيل علينا.
لكن يبقى السؤال ما هي نوعية الثقافة التي نريدها؟ هل هي ثقافة معلومات وفلسفات تحفظ بشكل بغبغائي وتطرح في الندوات والامسيات أو الاحاديث الخاصة لغرض إبراز العضلات الفكرية فقط، أم هي ثقافة تغير المجتمع نحو الافضل والاحسن من خلال هدف تهذيب السلوك؟
بديهيا الثانية هي المقبولة واقعيا. فمن يحسن اداءها يستقطب الناس ويصبح مرجعهم في التغير والتطور.
والسؤال الآخر هل مطلوب التعالي على المجتمع والنظر له على أساس الدونية لما يشكله وعي البعض من قفزات في مستوى الفهم والنظرة للحياة. أم المطلوب التفاعل وعدم وضع الاعلمية كفواصل بين المثقف والعامة. ايضا المرغوب هو النوع الثاني، وخاصة للحركات السياسية الجماهيرية.
ونحن تعلمنا من خلال المسيرة العمرية أن الثقافة هي في معناها وأهدافها وغاياتها كيف تفهم الحياة وتسيرها بالشكل الذي يلقي اقبالا مجتمعيا لها. واقصد هنا الوعي. يجعلك او يمنحك القدرة على القيادة، ورضاء الناس.
ومن يرى نفسه أنه اخترق الوعي الانساني، وبات من الصعوبة أن يعيش في الوسط الحياتي، حكم على أنفسه ومسيرته بالموت.
كن مع الناس معلما وتلميذا. الواقع مدرسة حضارية هائلة تمنحنا علما لا ينضب وبشكل مجاني.
الميدل ايست أونلاين

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *