خاص
أصدرت أكاديمية الشعر التي تشرف عليها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي ديوانا شعريا جديدا بعنوان “مسباح الجمر” للشاعر العُماني علي الراسبي أحد نجوم مسابقة شاعر المليون التي تعد الأشهر والأكبر عالمياً في عالم الشعر.
يقع الكتاب في 184 صفحة من القطع المتوسط ويتضمن 53 قصيدة ترصد تجربة الشاعر الإبداعية، وجاء في مقدمة الديوان أبيات شعرية للشاعرة عيدة الجهني كتبتها في الشاعر منها هذا البيت:
“من بعض ودق الراسبي في نشيده شربت يا عرق اليباس المغاني”
“ليل القوافي سادرٍ في تليده بين السمان وراجحات المعاني”
وتعد تجربة الشاعر علي الراسبي إحدى أهم التجارب الشعرية في مجال الشعر النبطي في المنطقة، حيث استطاع أن يتفرد بلونه الخاص وبلغته الشعرية المميزة التي تأثر بها الكثير من الشعراء الشباب، كما تعدّ تجربته ذات أسلوب تجديدي على صعيد الصورة الشعرية والصياغات المستقاة من بيئته دون الوقوع في النمطية والتقليدية المستنسخة لما سبقه من تجارب شعرية.
يتماهى علي الراسبي في نصّه الشعريّ مع قدرته الفنية المتميزة على إحالة التفاصيل الصغيرة بينهما إلى سبب كينونته الأول، بدائية البشرية في بداءة اكتشاف حواسه، بداءة العشق، قصائده تفتح كتاباً في الحب قلّ مثيله في كتابات بدايات القرن الحادي و العشرين، لما فيه من رومنسية مختلفة تشابه رومنسية بدايات القرن العشرين ولا تشبهها، في استعادة محببّة لنتاج كبار شعراء الرومنسية الأوروبية والعربية معاً.
جاءت العناوين في الديوان متنوعة ومختلفة ومتميزة في آن، وكيف لا وهو الشاعر الذي يكتب بقلبه كل المواضيع التي تقلق وجوده من هموم حياتية يومية، غزلية، دينية، وطنية، وافتخار بالانتماء إلى الوطن والقادة الذي يمثلونه، من هذه العناوين “المصطفى والصحابة، غرّبوك، العنب، صهوة القمة، قهر القصيد، غمازتينك، سافرت وحروفها ضي، ظل، يا نساء العرب، ماطر عتابها..”، وغيرها الكثير من العناوين ذات لغة انزياحية جميلة، كما أن مستوى الشعرية ثابت لا يلين، يقبض الشاعر على لغته بأظافر قلبه، يعجنها، يعجبها، تعجبهُ فيكتبها، يخلص لها، يرتكبها فيرتبك بها، ثمّ يعيد ترتيب كلماتها كما يشاء لها أن تتراصف، كتلة شعورٍ غامضٍ على العين، عصيٍّ على الكشف.
علي الراسبي هو أحد نجوم برنامج شاعر المليون في النسخة الثالثة، شارك في العديد من المهرجانات منها “مهرجان الشعر العماني الرابع في ولاية صور، مهرجان الشعر العماني الخامس في ولاية مسقط”، كما أنه حاصل على العديد من الجوائز منها “المركز الأول في مهرجان الشعر العماني السابع في محافظة مسقط، المركز الثاني في المنتدى الأدبي 2006 وعام 2007 أيضاً، المركز الثالث في الملتقى الأدبي الثالث عشر في محافظة مسدم”، بالإضافة إلى مشاركاته الكثيرة في العديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات أيضاً، وله ديوان شعري مطبوع أول بعنوان “رواية نبض” ضمن مشروع وزارة التراث والثقافة، وديوان صوتي بعنوان “مضامير القصيد”.