*ياسر خليل
خاص- ( ثقافات )
الغروب يقترب
شيئاً فشيئاً
فأسرعي إلى
رفوفِ المكتبة
وسطح المنضدة
والصناديق
استخرجي كل ما لا يصلح
لرحلةِ الحلم
وإياك أن تنسي
زجاجة النبيذ
المرسومة في جريدة
تناولتِ عليها
بعض صكوك باردة في أوقات
لم تمر بها عقارب الساعات
وشال أوهموك ذات دفء
أنه إرثك
لجدتك
وخالتك
وعمتك
أسرعي قبل الغسق
فإن البحارة ينتظرون
ليأخذوا منك ما يؤرق الليل
وأخاف أن يرحلوا
قبل وصولك
فتعودي مثقلة بضعفين
لا تنسي ان تبوحي للشمس باللعنات
التي أطلقها عليها
في كل نهار فشلتْ أن تصنعه
بعد أن تمنحي أشياءنا للبحارة
لا تتفوهي بحرف خلال عودتك
لأن رحلة الليل التي سنبدؤها
يوقفها الاستفهام
يا سيدتي اقتربي أكثر
هذا الليل لا يعرف فلسفة الورد
وتاريخ العطر
يا سيدتي
لا أهوى أن تدرك عين الليل أنَّا شيئان
يا سيدتي كوني وردة وأنا عطرك
أو كوني عطراً
وأنا زهرك
يزعجني جداً أن يأتي علينا الليل
ونحن اثنان
يا سيدتي
غيابك يشطرني عدة أنصاف
والليل ذئب
لا يفترس النصف القاصي
بل يأخذه ليلقيه
على قارعة الأفكار
ويعاود كرته مع كل الأنصاف
ليته يلتهمه
فأغوص في نوم
علَّك تأتيني حلماً
عجباً من هذا الذئب
وتبا من هذي الأفكار
يا سيدتي
أنا إنسان مرهق جداً
حين أفكر فيك
فكوني أنثاي ورجلي
كي لا أحتاج مصافحة سواي
كي لا أحتاج معانقة سواي
كي لا أحتاج مسامرة سواي
كي لا نحتاج مضاجعة سوانا!