صناعة الفن من الخردوات


خاص


في قاعة سفرخان في القاهرة تم عرض تجربة استثنائية للفنان الراحل صلاح عبدالكريم عميد كلية الفنون الجميلة ونقيب التشكيليين الأسبق، تمثلت بأعمال نفذها بالحديد الخام وقطع من الخردة المعدنية، لتخرج من بين يديه رؤى وقصائد نحتية جمالية تنطوي على معاني مدهشة.
اكتشف الفنان حسين بيكار موهبة صلاح عبدالكريم في مدرسة قنا الثانوية، وجعله يعشق فن الرسم، بعد أن تعلم منه قواعده، مما حدا به الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة فيما بعد. قال بيكار: كانت المفاجأة الكبرى التي فجرتها عبقرية الفنان الكبير هي اشتراكه في مسابقة عامة في فن النحت تحت عنوان «العمل» شكلت لها لجنة من المتخصصين لتحكمها تحكيماً محايداً وموضوعياً، وقد فوجئ الجميع بتمثال ضخم من الحديد، من عمل الفنان المصمم صلاح عبدالكريم.
أكد عبد الكريم بأعماله الكثيرة من خامة الحديد الخردة على مفهوم لطالما تحدث عنه وهو “قرن المعادن”. أوضح بيكار أن عبدالكريم طوع الحديد عن طريق تعريضه للهب لحام الأوكسيجين الذي يستخدمه عمال المصانع، مستعيناً بصبر لا يعرف الكلل وإرادة لا تعترف بالملل، حتى كاد أن يفقد إحدى عينيه بسبب شظية طائشة من الحديد المتطاير اخترقت عينه، وكانت أغلى ضريبة يدفعها فنان نظير تجربة قد تصاب بالفشل.
أما الناقد إبراهيم عبدالملاك، فقال :” بعد عودة عبدالكريم وحصوله على العديد من الجوائز العالمية والمحلية فترة الستينيات كان اسمه يتردد بينهم كطلبة في كلية الفنون، محاطاً بجلال ورهبة، زادها غموض شخصيتة، فهو قليل الكلام، وكان يرتدي دائماً نظارة غامقة لدرجة أنهم كانوا يخافون الاقتراب منه، وفي ذلك التوقيت كان أساتذتهم في الكلية من عظماء تاريخ الفن في مصر، ولكل منهم إنجازاته الكبيرة خارج الكلية، ولكن تفرد شخصية ومستوى صلاح عبدالكريم، وضعه في منزلة خاصة لدى زملائه.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *