صلاح الساير
بعض قوانين مكافحة الارهاب تجرم التعاطف مع الجماعات الارهابية أو إظهار الانتماء لها أو الترويج لها، وذلك حق للمجتمعات الآمنة، فهؤلاء المتعاطفون يمثلون القوة الناعمة للجماعات الارهابية، ويتوجب على الدول الساعية إلى مكافحة الارهاب تجريم أنشطة أفراد تلك القوة أو تحجيم أنشطتهم، وذلك أمر لن يتحقق ما لم يتم الكشف عن هوياتهم وإظهار الدلائل التي تؤكد تعاطفهم مع تلك الجماعات المجرمة.
****
دونما نشاط استخباراتي أو زرع أجهزة تنصت، أو دس رجال الخفية والتحري بين الصفوف، ودونما قوة عسكرية عمادها الرجال والعتاد، أو وضع خطط المداهمة، ودونما إنزال أو إبرار أو إبحار، او تحليق بطائرة دون طيار، ودون قوات مجحفلة أو مجوقلة، تمكن فنان ضئيل الحجم «ناصر القصبي» من الكشف عن العديد من الأفراد المتعاطفين مع «داعش».
****
إنها قوة الفن التي يمكن استغلالها لحماية المجتمعات من الارهاب الذي يبدأ من انتشار الافكار المتطرفة بين الناس، بيد أن ذلك لا يتحقق ما لم تدرك الدول ان التصدي للفكر المتطرف المتزمت يتطلب نشر فكر بديل مناقض له، دون مضايقات رقابية تقليدية ما عادت تنفع في عصرنا الحالي، خاصة بعد ان شهد الجميع رفع المصاحف فوق اسنة الرماح، وأن الجرائم قد تحدث والمجرمون لملطخة أياديهم بالدماء يرفلون في لبوس الدين.
الأنباء الكويتية